رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

إعجابى بشعر الصديق عماد أبوصالح لم يكن وليد لحظة إعلان فوزه بجائزة ساركون بولص العالمية فى الشعر، فقد أتيحت لي فرصة القرب من عماد الشاعر والإنسان، وساعدنى ما درسته وتذوقته على مدار سنوات للشعر والرواية بروافدهما المختلفة وتعاقب مدارسهما فى اكتشاف هذا العالم المختلف من شعره.. لم أصادف على المستوى الإنسانى شاعرًا فى رقة ونبل عماد، ولم أصادف وأنا الدارس للشعر من الجاهلى حتى قصيدة النثر هكذا شاعرًا مختلفًا.. عندما سمعت قصيدته فى ذم الأشجار بصوت شاعرها نفسه توقفت للحظات أمام العنوان وقلت فى نفسى كيف لشاعر عاقل ينشد الكمال يذم رمز النماء والخير.. وتحديت نفسى وانتظرت هل يقنعنى أبوصالح أم يخرج من حساباتى كشاعر ويبقى الصديق.. هزمنى أبوصالح مع كل بيت يلقيه عن عيوب الأشجار وكيف أنها أساس كل بلاء.. أبحر فى مهارة وهو يقول ما هى أعواد المشانق.. أشجار.. ما التابوت..أشجار.. كل فرع لشجرة هو مشنقة جاهزة.. ومع اقتناعى رويدًا رويدًا لم يتركنى الشاعر هكذا كارها للأشجار دون أن يعطينى البديل المستحق للحب والمدح.. بديل أبوصالح هو العشب يحبه بمنطق واقتناع.. العشب فى قصيدته هو السيد الذى يقف فى مخيلته رقيقا لا يصلح لإيذاء البشر.. هذا هو عماد أبوصالح عاش حياته عشبا ينزوى دائما إلى الظل..لا يريد أن يكون شجرة تهزم الشمس الحارقة ويحولها كل عابث إلى مشنقة.. أردت فقط فى هذا المقام الضيق أن أتحدث عن عماد أبوصالح وتكوينه الشخصى بعيدًا عن عوالمه الأخرى التى لا يتسع لها مجرد مقال، أو كلمات عابرة.. عماد يا سادة لا نكتشفه اليوم فهو المتحقق عالميا والمكرم دوليا منذ سنوات، أخباره كنا نقرؤها عبر رويتز، ومن خلال عيون المجلات الثقافية حول العالم.. ديوانه كان نائما حين قامت الثورة تُرجم إلى العديد من اللغات آخرها إلى الأسبانية فى طبعتين قبل إعلان الجائزة.

هذا الشاعر الذى وصل إلى العالمية مبكرا لا يميل لشلة أو واسطة، ورفض طباعة دواوينه مرات عديدة على نفقة هيئة قصور الثقافة واكتفى فى كل إبداعاته بطباعة ٥٠ نسخة على نفقته كان يوزعها على القريبين منه.. أبوصالح عشب أخضر جميل ظل عشبا باختياره وسيظل هكذا رغم إلحاحى عليه فى هذا المقال أن يخرج إلى الشمس حتى يراه محبوه شاعرًا وإنسانًا.