رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

عُدنا بعد فاصل قصير وسريع من أجازة عادية طبيعة بارادة كاملة.. ويك اند فى الاسكندرية.. برغم كل التحذيرات من سقوط أمطار ورياح مثيرة.. قضيت يومين فى الاسكندرية أجمل مدن العالم الساحلية.. كنا رتبنا مع زملاء الدفعة لقضاء أجازة فى الاسكندرية بعد انتهاء المصيف.. وجاءت الأرصاد لتحذر من نوة المكنسة، وهى تأتى فى أعقاب موسم الصيف.. ومع ذلك كان القرار» ولو».. وذهبنا نتحدى النوة، وتحذيرات الأرصاد، ولم يحدث اى شيء.. كان الجو رائعًا بعد مطر خفيف.. وركبنا الأتوبيس المكشوف فى الدور الثانى.. وعشنا ساعات رائعة.. رأينا اجمل مدينة واجمل بحر، ومشينا على الكورنيش وأكلنا الأيس كريم فى الشتاء.. وهو فى الشتاء أكثر جمالًا!

بدت الاسكندرية كانها تحتفل بنا، وسقط المطر ليغسل وجه المدينة قبل وصولنا، وسطعت الشمس كانها ترحب بضيوف المدينة.. وذهبنا فى اليوم الأول إلى أبوقير.. سمك أبوقير لا يعلو عليه سمك.. وفى اليوم الثانى ذهبنا إلى قلعة صلاح الدين.. وكأننا نريد ان نحولها إلى رحلة ثقافية.. وليس لرحلة ترفيهية فقط.. وركبنا الترام العتيق بناء على رغبة الزملاء وتوجهنا إلى محطة الرمل.. كأننا لا نريد ان ننسى شيئًا من ذكرياتنا القديمة.. حالة لهفة وحالة عشق فى وقت واحد!

وانطلق الأتوبيس يصدح باغانى «شط اسكندرية يا شط الهوى» ونحن نسرح، ونمر على الكورنيش الذى لم ينقطع من المارة بعضهم يجرى وبعضهم يركب العجل، وبعضهم يملأ رئتيه بالهواء النقى منذ الصباح.. لم يعد الكورنيش لعابرى السبيل، ولكنه اصبح للمنشآت الخاصة والعامة تمنع المارة من الجلوس، وتمنع الناس من النزول للبحر، كما يحدث هنا فى القاهرة على كورنيش النيل!

الاسكندرية ليست الكورنيش فقط، كما تصورت الأجهزة المحلية.. فقد ركبنا الترام ورأينا الشوارع الخلفية ورأينا الاهمال.. المخلفات واكوام القمامة، وبجوارها سيارات الأحياء والمحافظة.. المهم المأمورية تمام.. ولم نشأ أن نعكر مزاجنا بالنقد والعمل الصحفى.. حتى عندما جلسنا على مقهى فى كامب شيزار، وكان انصار احد المرشحين يقدم رشاوى للبسطاء بعدد البطاقات الشخصية.. لم نلتفت ولم نعكر مزاجنا بأى مناقشات!

السؤال: كيف وصلنا إلى هذه الحالة من اللامبالاة؟.. هل نستحق العرض على طبيب نفسى؟ ام اننا ننفذ وصية طبيب نفسى، بألا نضغط أعصابنا؟.. أصعب شيء فى هذه المرحلة ان تتعرض للاصابة بضغط الدم.. النصيحة هى الاجازة اجازة.. والصحفيون لا يعرفون الاجازات.. وهذه اول اجازة من 12 عامًا.. أجازة حقيقية من العمل ومن الكتابة، حتى تساءل بعض الأصدقاء: اين انت؟.. واين مقال اليوم؟.. العادة اليومية تنكسر طوعًا ام كرهًا؟.. كانت الاجابة اجازة سريعة وخاطفة حتى تنتهى الانتخابات!

كيف تأخذ أجازة رغم الأحداث؟، وتصريح ترامب عن ضرب السد الأثيوبى، وما حدث فى البنك التجارى وإقالة هشام عز العرب.. هل كانت الاجازة تحدث فى أيام الانتخابات؟، هل يختفى العمود اليومى فى الأحداث الساخنة، ولو كان بإرادة كاتبه؟!