رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

 

 

- بعد الأبهة التى قضاها فى الوظيفة كوكيل وزارة لإحدى الوزارات الخدمية، لم يفكر طويلا بعد أن خرج على المعاش، وهو يعرف أن وظيفته كانت تعطيه سيارة وسائقا، ومع ذلك لم يجد عيبا فى أن يعمل على سيارة تاكسى، لذلك ضخ مكافأة نهاية الخدمة كمقدم لسيارة يعمل عليها فى منظومة التاكسى السياحى، فهو يرى أن سنه لم يدخل فى سن الشيخوخة وأنه قادر على العطاء وهو فى سن المعاش ليعمل على تاكسى، وكون أن يملك سيارة تاكسى سياحيًا أفضل له من العمل لدى صاحب عمل، بكده يشعر أنه حر نفسه..

- من أيام كنت فى زيارة لابنتى، وبعد انتهاء زيارتى أصرت على أن تصحبنى إلى بيتى ورفضت طالما أن سيارات أوبر تعمل طول الوقت وفعلا استدعينا أوبر، وأنا فى السيارة اتصلت بى تطلب منى رقم السيارة، سألت سائقها عن الرقم، وعندما أحس أننى أعطيه للطرف الذى يتحدث معى، قال لى لا تقلق يا بيه، معاك وكيل وزارة هو الذى يسوق لك، قالها والابتسامة تعلو وجهه، فسألته ماذا تقصد بوكيل الوزارة.. قال لو قلت لك أننى من شهرين كنت أعمل وكيلا للوزارة، وبعد المعاش اشتريت هذه السيارة بنظام التقسيط، ربما تندهش.. لقد بدأت أعمل عليها والحمد لله أجد احترامى من جميع الركاب الذين أقوم بتوصيلهم، نادر أن يتعرف البعض على شخصى والبقية فى حالهم لايحبون الكلام مع السواق.

- لم أتعجب لأننى قابلت أصحاب مهن وأبناء ناس يعملون بسياراتهم فى التاكسى السياحى، فعلا العمل الشريف لا يعيب صاحبه، ومهنة سائق التاكسى فى الخارج يعمل فيها شخصيات لها وزنها فى المجتمع الأوربى، ولا أعرف لماذا تكون نظرتنا لها فى مصر على أنها من المهن المتدنية التى يرفضها المجتمع، وكون أن التاكسى السياحى أضيف اليها، فقد رفع من مستوى المهنة وأصبحنا نرى عددا كبيرا من خريجى الجامعات يعملون فيها وبالذات فى شركتى «أوبر وكريم» والعمل فى هاتين الشركتين ليس بغرض الاحتياج لكنه بقصد زيادة الدخل، لذا تجد معظم المهن الرفيعة التى تعمل على التاكسى السياحى أصحابها يملكون العربات التى يعملون عليها..

- وهنا أسمع من صديقى المحترم وكيل الوزارة السابق أنه كان فى عمله سعيدا، وقد طاف فى عدد من المحافظات بحكم عمله السابق فى قطاع الكهرباء الذى حقق طفرة وكشف عن عظمة الفنيين المصريين أمام الالمان، الرجل سعيد بتجربته فى هذا القطاع ولديه شهادات تقدير ارسل صور منها لابنه الوحيد الذى يعمل مدرسا فى جامعة كمبردج بانجلترا، أما عمله على التاكسى فله قصة، عندما انهى عمله الحكومى وجد نفسه يعيش وحيدا فى البيت، زوجته بطبيعتها كما يقول تحب الوحدة، ومشاهدتها للتليفزيون تملأ وقت فراغها وليس بينهما كيمياء، لأنه يحب نشرات الأخبار والبرامج الاقتصادية وهى تحب المسلسلات والافلام القديمة لذلك اختار ان يعمل بعد المعاش ليحافظ على العلاقة الزوجية، وطبيعة العمل على التاكسى السياحى تختلف عن طبيعة العمل فى الحكومة فهو الذى يختار ساعات العمل ومتى يعطى لنفسه الراحة والى جانب هذا يحقق عائدًا ضعف مرتبه فى الحكومة..

- سالته عن المضايقات التى يقابلها على التاكسى فيقول.. الحمد لله لا توجد ربما لانه يختار المأموريات يعنى المشاوير، ويرفض العمل ليلا حتى لا يتعرض للمواقف الحرجة، كما يرفض الدخول فى الازقة والحارات، ومعظم مشاويره فى التجمع والمناطق الحديثة ويفضل منطقة هيليوبوليس كمنطقة راقية وزبونها من المثقفين..

- وسرعان ما ينتهى الحوار بعد أن وصلت إلى بيتى، وينزل الرجل من السيارة ليفتح لى الباب وكنت أرفض بشدة وهو يقول هذا عملى واحترامى للزبون هو احترامى للقمة عيشى.. ماشاء الله على الأخلاق العالية، وسالته كل زبون تفتح له الباب، قال تعلمت فتح الباب من سائقى التاكسيات فى إنجلترا عندما كنت أزور ابنى، فرأيت الذين يعملون بالعربات السياحية يفتحون الأبواب للزبائن ولا يحدث هذا فى التاكسى الأسود، فالسائق يظل جالسًا فى مقعده حتى يعطيه الزبون أجرة التاكسى أو الفيزا..

< صورة="" هذا="" الرجل="" لم="" تفارقنى،="" فى="" أدبه="" وحسن="" استقباله="" للزبون،="" وكم="" تمنيت="" أن="" يتعامل="" سائق="" التاكسى="" الأبيض="" مع="" الزبائن="" بهذا="" الشكل،="" فعلاً="" الصورة="" بدأت="" تتغير="" وهذا="" هو="" المطلوب="" مع="" المتعاملين="" مع="" السياح،="" ويوم="" ان="" نترك="" لهم="" أثرا="" طيبا="" فى="" المعاملة،="" تتكرر="" عودتهم="" إلى="" القاهرة..="" فعلاً="" بالخدمات="" المتميزة="" نستطيع="" أن="" نكسب="" السائح="" الأجنبى="" ونعيده="" إلى="" القاهرة،="" وبالخدمات="" السيئة="" نعمل="" على="" تطفيشه="" ولا="" يكرر="" الزيارة،="" إن="" سائق="" التاكسى="" من="" الأدوات="" التى="" لها="" علاقة="" بنجاحنا="" فى="" تنشيط="">