عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن المفهوم القاصر البسيط  للعبادة هو حصرها فى اداء الفروض التى امرنا بها الله فقط  وتتمثل فى اركان الاسلام وهى مفروضة باوقاتها ومقيده بمكانها وزمانها وعليه لا تكون العبادة التى ما خلقنا إلا لآدائها مقصورة على آداء الأركان المعروفة فحسب ولكن تمتد لتشمل الاجتهاد فى سبيل معرفة الانسان لربه عن طريق معرفته للكون الذى ابدع الله خلقه وفى مخلوقاته التى تجلت فيها قدرته وعظمته فالسعى لادراك حقائق الاشياء والقوانين التى تحكم علاقاتها والعمل عليها تدخل فى صميم العبادات التى امرنا بها الله فى دعوته لعباده بالتفكر والتعقل والعمل الذى يقدره بمثقال الذرة من الخير والشر فى دار الدنيا حيث نحاسب على أفعالنا بالاضافة الى التزامنا بفروضنا.

 فالعبادة المقصودة ليست عبادة السكون والقعود والزهد والرضا بالقليل من دنيا العلم والمعرفة والعمل، حيث ان للمسلم كتابين هما القران الكريم، والكون العظيم فيستمد المسلم من القران الكريم المبادئ والقواعد التى تحكم اسلوب حياته وسلوكياته، ومن كتاب الكون يستمد المسلم قوانين العلم والمعرفة التى على اساسها وعلى قدر ادراكه وعلمه بها تتحدد قدرته فى التعامل معها وتوظيفها لصناعة وتوفير احتياجاته المعيشية من غذاء ولباس ودواء ٠٠٠ إلخ، فكلا الكتابين مقروء للناس بمقادير ودرجات تتفاوت وفقا لقدرة كل انسان على القراءة والفهم، فلكل من الكتابين لغته التى لابد ان تدرس دراسة دقيقة وعميقة حتى يتمكن الدارس من استخلاص ما ظهر من مضمونها وما بطن ولذلك كان لكلا الكتابين علماؤه المتخصصون.

وان كان المألوف للناس ان تكون لغة القران الكريم هى اللغة العربية، فتكون لغة الظواهر الكونية هى لغة المنهج العلمى فى البحث والرصد والتحليل لاكتشاف القوانين التى تحكم الطبيعة وظواهرها مثل الجاذبية والطفو والكهرباء والذرة والضوء... الخ فالله قد خلق الكون وامر عباده ان يتفكروا فى خلقه ويكتشفوا اسراره التى يدركوا بها جلال الله وعظمة قدرته.

فيجب ان يكون المسلم عالما او طالبا للعلم وليس المطلوب ان يكون مسلما وعالما فالعلم والمعرفة والعمل بهما صفتان متلازمتان وغير منفصلين، فالعبادة عند المسلم ذات وجهين الاول منها يعبد الله بالاركان الخمسة والثانى منها يبحث فى خلق السماوات والارض فعلى المسلمين ان يتجهوا بايمان راسخ وعميق نحو دراسة العلوم لا من حيث كونها مذكرات تحفظ بل من حيث هى درب من دروب عبادة الله لانها نظر وتفكر فى خلق الله.

وللاسف توشك الشعوب الاسلامية أن تكون فى مجموعها من اقل بلاد الدنيا نصيبا من التقدم باى مقياس نختاره فى قياس تقدم الشعوب وتأخرها، اللهم اذا اخترنا الاسلام فى ذاته على انه هو نفسه التقدم مهما قل نصيب المسلمين بعد ذلك من التعليم ومن الانتاج الاقتصادى ومن مستوى المعيشة ومن الابداع فى الفنون والاداب ومن الإضافة الحقيقية الى العلم وما يقدمه من اختراعات وإنجازات حضارية وهذا هو الواقع المر، فينبغى لضمائرنا ان تتأرق لتدفعنا الى جدية النظر وجدية التفكير وجدية العمل.

فيجب الاقدام على العلم فى صورته المجردة ولا يجب الانسياق وراء الدعاوى العبثية فى المطالبة بعلوم رياضية أو اقتصادية أو طبية.. اسلامية لما لكل علم من مقومات لا يجوز الانحراف عنها والعبث بها تحت اى ادعاء، فالعبادات المكلف بها المسلم لا تؤدى فى المسجد فحسب بل وخارجه ايضا وركيزته العلم بالاضافة الى الاخلاق.

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة