رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

«أنا مواطن وحاير أنتظر منكم جواب، منزلى فى كل شارع فى كل ركن وكل باب، وأكتفى بصبرى وصمتى وفروتى حفنة تراب، ما أخاف الفقر لكن كل خوفى من الضباب، ومن غياب الوعى عنكم.. كم أخاف من الغياب » كلمات للشاعر التونسى مازن الشريف، ويبكينا من قلوبنا وضمائرنا حين يدندن بها الفنان القدير لطفى بوشناق، إنها أغنية «أنا مواطن»، أراها كلمات جامعة وشاملة، معبرة عن مشاعر كل انسان وطنى شريف تجاه بلده، وأنا أستعرض تلك الوجوه الكئيبة المتوحشة التى تنهش فى الوطن تاريخا وحاضرا..  بغية تدميره وتركيعه وإسقاطه، لمجرد أنهم لم يحققوا مكاسبهم الشخصية، لم يصلوا لمناصب أو مراكز كانوا يحلمون بها، لم يحققوا ثراء كانوا يطمعون به، أو أنهم وقعوا تحت ظلم ما، أو سوء معاملة من أشخاص ما، وبدلًا من أن يبحثوا عن أخطائهم لإصلاحها، أو أحلامهم لتحقيقها بالصورة المشروعة الإنسانية الطبيعية، أو يدافعوا عن حقوقهم بطرق قانونية، لا..  يتجاهلون الأشخاص الذين تسببوا لهم فى كل هذا، ويصبون كراهيتهم وغضبهم على الوطن.

لو افترضنا أن مؤسسة ما، وقع بها ظلم، وضاعت بها المعايير الموضوعية، فضاع حقى أنا العامل المحترم الدؤوب النشط، هل يعنى هذا أن أنقلب على المؤسسة، أحرقها، أفجرها، أتآمر عليها مع أعداء لها لأخربها انتقاما، وأمارس سياسة الأرض المحروقة، أم أسعى جاهدا لإصلاح الأوضاع فى محيطى، عسى أن أستعيد حقى، وألجأ إلى كافة الطرق القانونية والمشروعة وإن حاصرنى المحبطون، حتى لا أتسبب بحماقاتى ونيران حقدى وانتقامى فى ظلم مزيد من الأبرياء، وخراب بيوت، وتشريد أسر، أليس الدين.. المنطق.. العقل السوى يقول هذا، وأطبق المثل على الوطن، أى وطن فى العالم.

لو تخيلنا أن كل مواطن فى بلده شرق أو غرب تعرض لظلم أو قهر بصورة أو بأخرى، أو فشل فى تحقيق سياسية ما يراها أو أيديولوجية يعتنقها، فقرر خيانة وطنه وتخريبه والاتفاق مع أعدائها للنيل منه، هل سيتبقى فى العالم كله أوطان مستقرة وآمنة وتعيش فى سلام، بالطبع لا، فما من بشر فى العالم كله لم يعانِ ظلمًا وقهرًا وضياع حق وفقدان حلم أو تهديد مستقبل.

يا سادة ليست القضية أنى لم احكم فأدمر، وليست القضية أن أعيش الفقر فأخون، وليست القضية انى لم أحقق أحلامى فى نفوذ أو سلطة ومال فأهرب إلى الخارج وأدعو أعداء بلادى إلى احتلالها وسلب سيادتها، أى نظام فى العالم له معارضوه ومؤيدوه، ولا يوجد فى أكبر وأعظم البلدان نظام لاقى كل الحب والإجماع والموافقة من جميع أبناء الشعب، لك كل الحق أن تختلف مع الحاكم.. النظام، ولكن لا تهدم وطنك، النظام ليس الوطن.. الأرض والشعب، لك كل الحق أن تعارض، ولكن باحترام وموضوعية، معارضة وطنية بناءة لا هدامة، تآمرك.. خيانتك.. كراهيتك لبلدك لن يغير من الأوضاع شيئا، تعاطيك مع الإرهابيين لن يرهب دولة أو يقوض أركانها، قد تتسبب ببعض الخسائر المادية الأمنية فى وطنك، لكنك لن تهدم وطنًا ولن تكسر إرادة شعب، وستكون أنت وحدك الخاسر لكل شيء، مستقبلك، أمنك، استقرارك، وجودك نفسه فى وطنك، وقد تخسر حياتك، فليس من الذكاء أن تعارض بمعول هدم، بل بلبنة بناء، وهنا يكون التغيير الحقيقى لصالحك والوطن والشعب.. وليس لصالح حفنة من الأفراد، وبهذا تستحق أن تنتمى لهذا الوطن، وأن تحمل اسمه وهويته ووثيقة سفره، فيما عدا ذلك أنت لا تستحق أن تكون مصريًا.

تحين الآن ذكرى انتصار 6 اكتوبر 73، فأين نحن الآن من هؤلاء الذين قدموا أغلى التضحيات.. أنفسهم.. أرواحهم.. أعينهم وأجزاء من أجسادهم، للعبور من الهزيمة إلى النصر، لتصبح مصر على ما هو عليه الآن..  آمنة مستقرة تعيش الانتصار والسلام، فمما نعانى الآن، من ارتفاع أسعار، من...

وللحديث بقية.

[email protected]