رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

ما يحدث فى الانتخابات الأمريكية بين الرئيس دونالد ترامب وجو بايدن من معارك كلامية ساخنة، يجعل العالم على صفيح ساخن، فقد انزلقت المناظرة الرئاسية الأولى بين جو بايدن وترامب إلى مستوى فوضوى حاد لم تره الانتخابات الأمريكية من قبل. ما يعنينا أن جو بايدن يمثل الحزب الديمقراطى، حزب الحمير، وهو الحزب الذى خرج منه الأمريكى الأسود باراك أوباما، الذى أحدث جلبة فى الأوساط الإسلامية على مستوى العالم، وقالوا إنه مسلم متخفٍّ لأن اسمه باراك حسين أوباما، وجاء إلى مصر فى زيارة سريعة، واختص فى الزيارة جامعة القاهرة ليلقى خطاباً اعتبره الإسلاميون أنه خطاب الفتح المبين عندما استهل كلامه بـ«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وعندما ألقى السلام على الحاضرين ضجت القاعة بالتصفيق وكأن أوباما مبعوث الحضرة الإلهية للمسلمين.. ولا أعرف السبب فى أن المسلمين عندما يستمعون إلى أجنبى غير مسلم يتحدث أو يلقى كلمة بالعربية خاصة السلام أو«بإذن الله» أو«إن شاء الله» تسمع تصفيقاً حاداً منهم، وكأنه أعلن إسلامه، رغم أن أى رئيس أو ملك عربى لو ذهب إلى أى لقاء مسيحى أو يهودى فى أى مكان فى العالم، وتحدث معهم وابتدأ كلامه باللغة التى يتحدثون بها لا تجد منهم أى استغراب أو انبهار، كما أنهم لا يصفقون له.. أما نحن فعندنا الانبهار بالأعجمى الذى يقول «إن شاء الله» حتى لو كان يهودياً.. وأبهرهم أوباما فى جامعة القاهرة بعد توليه الحكم بستة أشهر، فماذا بعد هذا الانبهار؟!

وبعد زيارة باراك أوباما لجامعة القاهرة فى الرابع من يونيه 2009 بشهرين وقّع وثيقة باسم «التوجه الأمنى الرئاسى 11» (PSD-11) وكشفت كلير لوبيز، خبيرة أمنية ومحققة سابقة فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن الرئيس باراك أوباما خطط وإدارته لزعزعة استقرار الدول العربية وتمكين نظام الإخوان المسلمين «السنة» وإيران «الشيعة» من المنطقة.

وجاء فى الوثيقة الشيطانية أن الإدارة الأمريكية ستستخدم كل قدرات الولايات المتحدة وإمكانياتها لدعم الإطاحة بحكومات حليفة فى المنطقة العربية، وتسليم السلطة لتنظيم الإخوان المسلمين، وقد جرى توقيع هذه الوثيقة فى العاشر من أغسطس 2010، وتعتبر سرية للغاية، ولم يطلع عليها أحد إلا عدد قليل جداً من المسموح لهم بذلك، ولكنها تسربت بعد عدة سنوات.

هذه الوثيقة الشيطانية معنية بالأساس بتمكين تنظيم الإخوان المسلمين خصوصاً فى شمال إفريقيا، كما تضمنت الوثيقة سيطرة الشيعة على دول الخليج، وتكون مرجعية الإخوان المسلمين أنقرة، وتكون مرجعية الشيعة إيران لكى يحدث توازن قوى فى المنطقة، فيحصل الشيعة على الشرق الأوسط، ويحصل الإخوان على شمال إفريقيا.

وللأسف ركب الإخوان الموجة واستغلوها أسوأ استغلال، فكل تخريب ارتكبته جماعة الإخوان فى منطقة الشرق الأوسط خاصة مصر وليبيا كان مخططاً له من الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، فقد دعمت الفوضى والتخريب وإسقاط الدول والحكومات فى المنطقة العربية.

ونص تقرير (PSD-11) على سعى الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون لتمكين تنظيم الإخوان الإرهابى فى مصر وليبيا وتونس، وتقسيم الشرق الأوسط إلى محورين سنى وشيعى.

وجاء فى المخطط الأمريكى أن يتخلص التنظيم الإرهابى من القذافى فى ليبيا واستبداله بحكومة إخوانية وتمكين حزب النهضة الإخوانى الإرهابى من تونس وإشعال الوضع فى سوريا وأن تكون قطر بوابة عبور المخطط التخريبى وهذا ما يحدث الآن على مدار الـ10 سنوات الأخيرة.

وكشفت الوثيقة عن دور قطر فى تأمين الأموال والسلاح لتنظيم الإخوان فى ليبيا وعناصر من الميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة لإغراق ليبيا فى الفوضى.

انتبهت مصر والسعودية والإمارات والبحرين للدور التخريبى الذى تقوم به قطر، وتم تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وانتفض العراق ولبنان ضد إيران، وما زال الصراع قائماً، والدليل على ذلك أن جو بايدن المنافس للرئيس ترامب كان يشغل نائب باراك أوباما، الرئيس السابق لأمريكا، وهو من المؤيدين لسياسة أوباما خاصة فى منطقة الشرق الأوسط ومن مؤيدى جماعة الإخوان الإرهابية وشاهد على وثيقة (PSD-11) ومن مؤيديها.

ومن المعروف أن حزب الديمقراطيين الأمريكى لا يروق له اعتلاء السلطة لغير المدنيين، ويعتبر أن دوره مع الحكومات فى العالم هو محاولة تمثيل المدنيين فى سدة الحكم.

إن النهج الأمريكى تجاه القاهرة فى حالة فوز «بايدن» ستترتب عليه إعادة النظر فى المعونات الاقتصادية والعلاقات العسكرية وإعادة شوكة المجتمع المدنى ودعم التحول الديمقراطى من وجهة نظر إدارة جو بايدن على اعتبار أن مصر أبعد ما تكون عن الديمقراطية.

ولن يكون أمام «بايدن» سوى تعديل أو تغيير السياسة الأمريكية تجاه مصر لصالح المشروع الإخوانى الإرهابى لأن إدارة «بايدن» وعقليته تستطيع أن تسيطر على العقول الإسلامية الإرهابية فى إدارة شئون بلادها، وبسط نفوذ أمريكا على الشيعة والسنة- السنة المتطرفة- فى أنحاء العالم.

لن تكون إدارة «بايدن» إلا صورة أخرى من إدارة باراك أوباما حيث يتم تفتيت الدول العربية خاصة فى شمال إفريقيا، وعلى الإدارة المصرية والشعب المصرى الانتباه جيداً من إدارة جو بايدن فى حالة فوزه بالرئاسة الأمريكية.