رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

سبق أن كتبت مقالاً مطولاً عن مشروع توشكى، الذى تولاه المرحوم الرئيس حسنى مبارك، وأنفقت عليه الدولة أموالا طائلة، سواء فى المضخات التى سترفع المياه من بحيرة ناصر إلى مفيض توشكى، أم فى استصلاح الأراضى الصحراوية، وقد كان لهذا المشروع وقتها ضجة كبيرة دفعت العديد من إخواننا العرب للمساهمة فى هذا المشروع، وكان على رأس المساهمين سمو الامير الوليد بن طلال، والذى اشترى حينها ما يقرب من مائة ألف فدان، وبعد فترة انقطعت الأخبار عن توشكى وعن أراضيها وما أُنفق على انشائها.

هذا المشروع وما يثار حوله من تساؤلات، دفعنى إلى أن أناشد كبار المسئولين من أجل أن يحدثونا عما تم فى هذا المشروع، هل كان بالفعل مشروعا حقيقيا، أم أنه مجرد درب من الخيال؟ وعما إذا كان هذا المشروع مازالت تدب فيه الحياة، أم أنه قد ولد ميتا منذ نشأته؟ وما قيل عن توشكى يقال أيضاً عن أراضى التحرير التى أنفقنا عليها ملايين الدولارات، دون أن نعرف مصيرها، وهل إنتاجها يوازى ما أنفق عليها من اموال طائلة، أم أن تلك المشروعات كانت مشروعات وهمية بغرض تحسين صورة الحاكم – آنذاك– أمام الشعب.

وللحقيقة فقد قرأت يوم الاثنين الماضى مقالا عن نفس الموضوع، للكاتب الكبير الأستاذ صلاح منتصر فى عموده اليومى بجريدة الأهرام، الا اننى لم أستشف منه أى معلومات عما وصل إليه الحال فى مشروع توشكى، وأراضى مدينة التحرير، وباقى الأراضى الصحراوية التى تم استزراعها فى عهد الرئيس حسنى مبارك، ولكن اللافت فى هذا المقال ما كتب عن أن الرئيس السيسى قد أمر بفتح مفيض توشكى لاستيعاب مياه الفيضان المتوقع هذا العام، ولا أدرى إن كان فتح مفيض توشكى سيستمر فى الأعوام القادمة، أم أنه امر مؤقت نتيجة علاقاتنا المتوترة مع الحبشة.

ما كتبه الأستاذ صلاح منتصر فى مقاله الاثنين الماضى عن أن سيادة الرئيس قد أمر بفتح مفيض توشكى حتى تدخل إليه مياه الفيضان هذا العام لرى أراضى توشكى أمر مبشر بالخير، وكنت أتمنى أن تكون هناك توجيهات مماثلة من سيادة الرئيس بالنسبة لأراضى التحرير، التى سمعنا عنها فى الماضى الكثير، وما انفقته الدول –حينها – من مبالغ طائلة على تلك الأراضى وأراضى توشكى من أجل استزراعها، ومع الأسف لا نعلم – حتى يومنا هذا – عن تلك المشروعات شيئا، وما إن كان إنتاجها يوازى ما أنفق عليها أم انها كانت مشروعات صورية لا طائل من ورائها.

وغنى عن البيان، فإن مصر أصبح عدد سكانها يزيد فى كل عام ما يقرب من مليون نسمة، وبالتالى فنحن فى أمس الحاجة لاستزراع المزيد من الأراضى الصحراوية لمواجهة تلك الزيادة السكانية، وقد قرأت مؤخرًا أن الدولة تتجه نحو استصلاح المزيد من الأراضى الصحراوية فى شمال سيناء. أتذكر فى شبابى، كانت سيناء تنتج ثمارا وخضراوات ممتازة ولكن مع الأسف انتهى كل هذا فى يوم وليلة ولا نعرف السبب، وإن كنت أتوقع أن ذلك بسبب لجوء بعض المزارعين أصحاب النفوس الضعيفة إلى زراعة المخدرات لما تدره من أموال طائلة.

لقد أضعنا الكثيرة والكثير من الأراضى الزراعية التى كانت تنتج لنا الخير الوفير، نتيجة إهمال الدولة إخواننا الفلاحين فلم توفر لهم ولأبنائهم المسكن الكريم، مما دفعهم للبناء على الأراضى الزراعية بتلك الطريقة العشوائية التى دمرت الرقعة الزراعية، وها نحن الآن مطالبون بتعويض هؤلاء الفلاحين بمساكن بديلة من أجل استعادة الرقعة الزراعية، بل وزيادتها عن طريق استصلاح المزيد من الأراضى الصحراوية باستخدام احدث الطرق الزراعية، حتى نعوض ما فقدنا نتيجة الامتداد العمرانى.

أملى كبير أن يعيد المسئولون النظر فى المشروعات الزراعية العملاقة التى انفقنا عليها المليارات، سواء فى توشكى، أم أراضى التحرير، وان نعمل على توفير المزيد من الأراضى البديلة لكى نعوض ما فقدنا من رقعة زراعية بسبب أخطاء الماضى، حتى تستعيد مصر ريادتها وتعود كما كانت أم الدنيا.

وتحيا مصر