عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

العمل الاجتماعى غير العمل السياسى.. له طعم تانى.. يشعر به الناس فعلًا ويتحقق فيه الاخلاص، ولا يهدف إلى عائد مادى من ورائه.. وكثيرون يعملون الان فى العمل السياسى وهؤلاء يترشحون لانتخابات البرلمان.. وقليل منهم من يعمل فى العمل الاجتماعى، دون هدف إلا وجه الله.. وقد دُعيت منذ أيام لحضور الاحتفال بتكريم ابناء بلدنا من اوائل الثانوية العامة والشهادات الأخرى.. واشترطت على صديقى الحاج محمد صبرى مؤسس الجمعية الخيرية ألا يحضر أحد له اهداف سياسية او يكون مرشحًا لمجلس النواب.. وقد كان!

فليس معقولًا ان نعمل جميعًا عملًا اجتماعيًا يصب فى النهاية فى رصيد احد المرشحين، مهما كان.. اخترنا أن نبتعد عن السياسة وبدأت وقائع الحفل ولم يحضر سوى القائمين بالتكريم والمكرمين وذويهم فقط.. وكانت سعادتى بالغة عندما حضرت الاحتفال.

وقلت فى كلمتى «سعادتى اليوم مضاعفة.. اولًا لأننى احضر الاحتفال بتكريم أوائل الثانوية العامة وكنت واحدًا منهم منذ 40 عامًا، والسبب الثانى اننا شرفنا بزيارة اللواء ممدوح شعبان وهو الرئيس التنفيذى لجمعية الأورمان، وهو معروف باعماله العظيمة التى يقدمها للمصريين على امتداد الجمهورية، وربما يتجاوزها إلى بعض الأقطار الشقيقة مثل السودان.. وقلت إنه وزير السعادة ووزير الشؤون الاجتماعية الحقيقى كما أراه».

وكانت ليلة من الليالى التى لن تنساها بلدنا.. فقد منح اللواء ممدوح أوائل الثانوية شهادات تقدير وجوائز عينية.. ثم اعلن منح اليتامى من الأوائل 1500 جنيه شهريًا لتساعده على استمرار التفوق، خاصة انهم ترشحوا لكليات الطب والهندسة وهى تحتاج مصروفات باهظة، وقال إن استمرار تفوقهم يضمن استمرار المكافآة بزيادة سنوية قدرها 30%.. كما اعلن انه سوف يمنح اليتيمات شيكًا بسبعة آلاف جنيه لكل فتاة مكتوب كتابها مساعدة لها فى تجهيز عش الزوجية.. وسمعنا الزغاريد فى دوار العمدة بعد عام من المعاناة بسبب كورونا، لم نسمع فيه غير البكاء وكلمات العزاء!

كانت الكلمات التى القاها المتحدثون تحمل معانى طيبة وجميلة، وتعبر عن حالة من البهجة والتواضع الذى عبرت عنه جميع الكلمات.. فنحن لم نكن فى مناسبة سياسية، بل كنا فى مناسبة اجتماعية رائعة، كان هدفها تكريم النجاح وحفز الطلاب على التفوق.. حين يرون من سبقوهم فى مراكز اجتماعية راقية وهم يحبونهم ويكرمونهم فى تواضع، ويطبطبون عليهم فى أبوة.. وقد كنا ننتظر كلمة مبروك فقط من الذين سبقونا، ونعتبرها جائزة!

كانت الأجواء كلها مدعاة للبهجة والسرور.. من أول اللافتات التى تحمل صور الرئيس السيسى إلى الاحتفاء بالشهيد البطل عبدالله الجندى ابن القرية، الذى كرمته الدولة باطلاق اسمه على نفق بنها، إلى منح الحضور جميعًا كتاب الله وشعار الجمعية، وكان مقدم الحفل يقول «يمنح فلان وسام الجمعية الخيرية».. وكنا نضحك بصفاء للشعر العفوى الذى كان يلقيه الأستاذ على راضى، وهو من رموز التعليم فى إدارة كفر شكر!