رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

علمونى فى مدرسة  القاضى حسين الابتدائية بسمنود، أن الجندية شرف،  وكانت ناظرة المدرسة الأستاذة وصوف رحمها الله يشار إليها بالبنان فى الضبط والربط.

علمتنا الأستاذة الناظرة ومعها الأستاذ فاروق الغرباوى أن الجندى يحمى الأرض والعرض، وأن البدلة العسكرية لا تمس مهما كان مرتدوها.

علمونى أن الجيش هو خط الدفاع الأول عن الوطن، وأننا جنود حتى من أدى الخدمة العسكرية، وبلغ من العمر أرذله، فهو ما زال جندياً تحت الاحتياط.

ما حدث فى قطار المنصورة - القاهرة هو درب من الجنون أن يتعامل كمسارى القطار مع أحد جنودنا البواسل بهذا السلوك المشين السيئ الحقير ولا نقبله بأى حال من الأحوال. إن ما حدث من هذا الكمسارى لا يرد عليه إلا أن يقدم إلى المحاكمة العاجلة، لأنه أهان صرح الحمى والحماية.

فى واقع الأمر كان تصرف الجندى مثالاً يحتذى به، فلم يصدر منه لفظ أو يتهكم على الكمسارى وصاحبه، وامتثل لأمرهما بأن يسلم نفسه للشرطة العسكرية دون أى اعتراض.

وعندما هم بالنزول من القطار قامت السيدة صفية أبوالعزم «المحلاوية» الأصيلة بالتصدى للكمسارى لتدفع ثمن تذكرة الجندي.

وأصدرت القوات المسلحة بياناً لتؤكد للكافة أن جميع أفرادها يتحلّون بالانضباط الذى هو من التقاليد الأصيلة للمؤسسة  العسكرية، وأن جنودها هم عصب القوات المسلحة على مر العصور وهم حماة الوطن الذى نعيش فيه، وأن جنودنا نذروا أنفسهم فداء لوطنهم وشعب مصر العظيم، ووجهت القيادة العامة للقوات المسلحة الشكر والتقدير للسيدة المصرية العظيمة التى شهدت الواقعة وتمسكت بدفع ثمن التذكرة.

 إن  ما فعلته السيدة صفية أبوالعزم هو تعبير عن الأم المصرية الأصيلة التى تربت على الوطنية الخالصة، تربت على الدفاع عن أولادها ووطنها وأرضها بالغالى والنفيس.

موقف السيدة صفية كان دوياً على كافة المستويات العربية، لأنه عكس حنان وعاطفة الأم المصرية الجياشة، وأثبت للعالم أن المرأة المصرية تبنى ولا تهدم.

وجاء موقف السيدة العظيمة ليمحو موقف سيدة المحكمة رئيس النيابة المريضة.

وعندما علم وزير النقل والمواصلات الفريق كامل الوزير قرر على الفور تحويل مشرف القطار ورئيس القطار رقم 948 المتجه من المنصورة إلى القاهرة، إلى المحاكمة التأديبية السريعة وتمت مجازاة رئيس القطار بخصم 50 يوماً من راتبه ومشرف القطار بخصم 15 يوماً من راتبه.

وتغريم كل منهما  4 آلاف  جنيه لعدم ارتداء الكمامة ويتم فحصهما طبياً من المخدرات والكشف الطبى النفسى.

وقال وزير النقل الفريق كامل الوزير إنه سيزور الجندى فى منزله وأعلن اعتذاره عما بدر من أحد منسوبى هيئة السكك الحديدية.

ودعنى أتحدث عن الأسلوب الجديد الذى ينتهجه الفريق كامل الوزير. هذا الرجل جاء إلى الهيئة من منظومة منضبطة، ونقل الانضباط إلى هيئة السكك الحديدية وقطاع مترو الأنفاق، هذا بخلاف الطفرة العظيمة التى أحدثها فى قطاع المواصلات والطرق بشكل غير مسبوق، بل إنه يضاهى المستويات العالمية.

أعود للأسلوب الجديد الذى اتخذه الوزير عندما يخطئ أحد منسوبى الوزارة يبادر الفريق كامل بالاعتذار فوراً لمن ارتكب فى حقه الخطأ، وهذا لم يحدث من قبل ولم يحدث من أى وزير آخر.

هذا النهج جديد علينا، وأعتقد أن المؤسسة العسكرية تجعل من المواطن المصرى قدوة كما فعل الجندى المحترم فى قطار المنصورة - القاهرة.

لقد أكد كامل الوزير أن القوات المسلحة تدفع 5٫5 مليون جنيه تحت حساب تذاكر خاصة لمنسوبى القوات المسلحة، وأعلن الوزير أن الهيئة ستكتفى بالزى العسكرى، ولن يطلب الاستمارة الخاصة بالسفر وهذا رد اعتبار لكافة منسوبى القوات المسلحة الأبطال من فعل أحد الموتورين.

أعود إلى السيدة الجميلة صفية أبوالعزم، ولى الشرف أن تكون بلدياتى على اعتبار أن سمنود والمحلة الكبرى بلد واحد، فقد منحها الفريق كامل الوزير اشتراكاً مدى الحياة يجدد كل سنة باسم سيدة القطار، وأكد أنه سيذهب إلى بيتها بالمحلة الكبرى لتكريمها.. هذا كرم يقابله نبل وحب من مواطنة عظيمة.. تحية خاصة منى شخصياً إلى سيدة القطار.

وأقول لها لقد أعطيت للرجال درساً قاسياً فى النبل والأخلاق والوطنية، إن فعلتك يا سيدتى ذبحت الرجال الذين جلسوا يتفرجون عليكِ وكأنهم فى واد آخر، ولم يتحرك منهم رجل محترم ليدافع عن الشاب كما فعلتِ سيدتى.

لن أقول إنك بمائة رجل ولكن سيدتى أنت أمة بأكملها، وموقفك النبيل يؤكد أن مصر فيها حاجة حلوة.

حفظك الله ورعاك وحفظ أولادك وأقول لأبيكِ نعم الرجل أنت، لقد أحسنت التربية والولاء.. رحمك الله حياً وميتاً.