رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

قد لا يصدق أحدنا أن التليفون المحمول سحب البساط من تحت أقدام وزارة الاتصالات.. ويكاد يلغى مصلحة أو هيئة التليغرافات والتليفونات.. كيف؟!

كنا منذ نصف قرن نعتمد على التلغرافات لتوصيل أخبار المواليد والوفيات. يعنى: التهانى بمولود.. أو بالسبوع. والزواج وكل ما هو سعيد وبهيج.. وأيضاً برقيات العزاء وغيرها.. وكانت هذه البرقيات تمثل إيراداً كبيراً للغاية للدولة.. وبسبب ذلك كانت مصلحة التليفونات تمتلك جهازاً عظيما لتلقى التلغرافات من جهته ثم إرسالها للمطلوب ويتبع ذلك جهاز بشرى ـله زى خاصـ ينطلق الى الشخص المقصود ليسلمه البرقية. وتحت يد هؤلاء الموزعين دراجات هوائية تساعدهم فى الوصول الى المرسل اليه.. وربما موتوسيكلات.. وما زلت أحتفظ فى أرشيفى بالكثير من هذه البرقيات التلغرافية عندما رُزقت بابنى الأول.. وعند وفاة والدى، مثلاً. وكذلك عند النجاح فى المدارس والجامعات.

< ولكن="" قمة="" هذه="" البرقيات="" كانت="" أيام="" الأعياد="" للتهنئة="" بالعيد،="" حتى="" إن="" مصلحة="" التلغرافات="" صممت="" برقية="" كلها="" زهور="" وورود="" تحت="" عنوان="" تهانى="" بالعيد="" السعيد،="" يعنى="" صيغة="" موحدة..="" بتعريفة="" موحدة="" وكذلك="" برقيات="" للعزاء..="" بنفس="" الطريقة.="" وكان="" كل="" ذلك="" يمثل="" إيراداً="" عظيماً="" للدولة="" المصرية..="" ويساهم="" فى="" زيادة="" الروابط="">

< وبالمثل="" كانت="" مصلحة="" البريد="" تحقق="" أرباحاً="" طائلة="" من="" وراء="" بطاقات="" التهنئة="" بالأعياد..="" حتى="" إنها="" قامت="" بإعداد="" أغلفة="" بريد="" مطبوع="" عليها="" صورة="" كطابع="" البريد="" والثمن="" خمسة="" مليمات..="" أربعة="" مليمات="" ثمناً="" لطابع="" البريد..="" ومليماً="" واحداً="" ثمناً="" للمظروف.="" وكان="" السعيد="" منا="" من="" يحصل="" على="" كمية="" من="" هذه="" المظاريف="" لأنها="" كانت="" جيدة="" الطباعة..="" أيضاً="" كانت="" المصلحة="" تعد="" برقيات="" تهنئة="" بالعيد="" لمن="" يريد="" وبسعر="" إضافى..="" ومنذ="" منتصف="" شهر="" رمضان="" أى="" قبل="" عيد="" الفطر="" بأيام="" كانت="" مكاتب="" البريد="" لا="" تنام="" وهى="" تستقبل="" طلبات="" المهنئين..="" أو="" تسلم="" برقيات="">

< ومن="" هذه="" وتلك="" كانت="" الدولة="" تحقق="" إيرادات="" كبيرة..="" وكنا="" نتفاخر="" بعدد="" برقيات="" التهانى="" هذه="" من="" الأهل="">

الآن.. انتهت هذه الظاهرة «للتلغرافات والبريد» بعد أن استولى التليفون المحمول على عائد كل هذه العمليات: للتهانى أو التعازى. ويكتفى حامل المحمول.. وهى رسائل تصل وتسلم فى الحال.. وليس فقط من الباب للباب كما فى التلغرافات.. بل تصل اليك وأنت فى غرفة نومك ليلاً و نهاراً.

< وفقدت="" الدولة="" من="" خلال="" هذا="" المحمول="" واحداً="" من="" أهم="" الموارد="" المالية..="" فهل="" يا="" ترى="" تستطيع="" الدولة="" فرض="" أى="" رسوم="" مالية="" ولم="" تقتسم="" عائد="" هذه="" الرسائل="" مع="" شركات="" المحمول.="" لكى="" تعوض="" بعض="" ما="" ضاع="" عليها..="" بسبب="" هذا="" المحمول؟..="">