رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

زاد فى الفترة الأخيرة حديث وشكوى البعض من غدر الصحاب على صفحات الفيس بوك، ولا يعلمون ان العيب ليس فى الصحاب بل فيهم اى فى سوء اختيار الصاحب، والتسرع فى إطلاق لقب صاحب على اى شخص بدون تمعن، او الدخول معاهم فى معاملات ومواقف، فخير اختبار لمعدن الصديق المواقف والأفعال .

فهناك مقولة تقول الصديق وقت الضيق! فما خانك الأمين ولكنك ائتمنت الخائن، فمن دروس الهجرة النبوية حسن اختيار الصاحب، فالصاحب ساحب ، واما ان يكون ساحب لطريق الخير والحق اما طريق الباطل والشر، ف 90 % من فساد بعض الشباب سببه اصدقاء السوء ! فالله سبحانه وتعالى امرنا ونصحنا فى  مُحكم كتابه ان نختار الصحبة الجيدة فقال تعالى كونوا مع الصادقين، فالصديق من الصدق ، حتى فى وقت الشدة والازمات لن ينفعك الا الصاحب الذى يشد من ازرك ويعينك على تقلبات الحياة ، الصديق الذى يذكرك دومًا بالله ، وليس الذى يبعدك عن الله ويقربك من الدنيا الفانية!،واى صديق لم تجمعكم به محبة الله فهى حتمًا ستنقلب الى عداوة، عملًا بقوله تعالى الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين، فكم من علاقات انتهت بسبب امور الدنيا ، كم من علاقة صداقة انقلبت لعداوة بسبب الدنيا ، فكلما اقتربوا الاصدقاء من بعضهما البعض فتبدأ المقارنة ومن ثم الغيرة ثم الحقد ثم العداوة ، فأى علاقة من اجل الدنيا ستنتهى عاجلًا ام آجلًا!

 فالأصدقاء الصالحون يعينون بعض على الحياة ليس فى قلوبهما حقد لبعضهما ، فالعلاقات المريحة النظيفة هى التى تدوم، الملتزم كلٍ منهما بمنهج الله ويخشى الله، بل تزداد صلابة مع كل موقف، فالصالحون يعينونك على الصلاح والفاسدين سيفسدونك! وأمرنا الله بالإعراض عن الجاهلين والإعراض عن من تولى عن ذكر الله ولم يرد إلا الحياة الدنيا لأن هؤلاء لن يجلبوا لك الا الطاقة السلبية ومع الوقت ستتأثر بصحبتهم إلى ان تصبح مثلهم، ويجب أن يُفرق الجميع ما بين من يُطلق عليهم صاحب وما بين العلاقات العامة اى العلاقات التى فرضتها عليك الحياة كعلاقات العمل وما شابهها.

 فالعلاقات يجب ان تكون مُريحة تجد فيها التقدير والاحترام ومطلوب فى كل علاقاتك المعاملة الحسنة والراحة النفسية ،اما اختيار الصاحب فيجب التمعن فى الاختيار سيدنا عمر رضى الله عنه قال:  «عليك بإخوان الصدق ، تعش فى أكنافهم ، فإنهم زينة فى الرخاء ، وعدة فى البلاء»، فكن مع من يجانسك لا من يجالسك ، فهناك من يضلك ويغرقك فى المعاصى ويسحبك للدنيا كما أخبرنا عن ذلك المشهد الله سبحانه وتعالى يوم القيامة : « ليتنى لم اتخذ فلانًا خليلاً لقد أضلنى عن الذكر «، فكم من أصدقاء دمروا حياة بعضهم البعض وضاع مستقبلهم بسبب الصحبة السوء! فالصحاب ليس بأخذ صور مع بعضهما البعض وليس ايضًا تقضية وقت والخروج مع بعضهما البعض ، بل الصحاب مواقف وأفعال تأثير ايجابى .

 وضرب لنا سيدنا ابى بكر الصديق أروع مثال للصاحب الصادق الأمين وكيف كان بجانب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكيف يُلقى الصحاب الآمان والطمأنينة فى قلوب بعضهما البعض، فالبيئة الصالحة خير من الوحدة ، لكن إذا كان المجتمع فاسداً ، أو منحرفاً ، فالوحدة خير من الجليس السوء

[email protected]