رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

w

 

- من أيام عاودنى الحنين للذهاب إلى بنك القاهرة فرع الدقى بعد ٣٠ سنة ارتميت خلالها فيها فى أحضان البنك الأهلى المصرى.. وأذكر أن الذى نصحنى به العلامة الاقتصادى الكبير إسماعيل حسن عندما كان محافظاً للبنك المركزى وكانت علاقتى به تسمح لى بأن أسأله «أين تضع فلوسك» فقال أضعها فى شهادات البنك الأهلى المصرى، وعلى الفور عملت بنصيحته ووضعت مدخرات أولادى فيه، وأبقيت على معاشى فى بنك القاهرة فرع قصر النيل على اعتبار أنه أول فرع أتعامل بنكياً معه لدرجة أننى حفظت رقم الحساب عن ظهر قلب كرقم تليفونى..

- لقد أردت أن أختبر أسلوب التعامل بين فروع بنك القاهرة، وهل أستطيع أن أصرف معاشى من فرع قريب لسكنى فى الدقى وخاصة أن الحساب فى فرع قصر النيل.. ذهبت إلى فرع الدقى، وكعادتى توجهت إلى غرفة المدير فاكتشفت أنه فى إجازة، التقيت بنائبه على بدر، وكان يجلس فى نفس الصالة التى كنت أدخلها منذ ثلاثين عاماً، التغيير حدث فى مقاعدها، التعامل على شبابيك الصرف أصبح بحجز دور من خلال النظام الآلى بعد إلغاء النحاسة الصفراء، قلت لنائب المدير فى نيتى أجرى لكم اختباراً وسيكون الحكم بيننا نائب رئيس البنك الأستاذ حازم حجازى، قال الرجل ونحن جاهزون، أخرجت له بطاقة الرقم القومى، وقلت له «حسابى فى فرع قصر النيل، هل يجوز لى أن أسحب من عندكم» للحق كان استقبال الرجل لى فوق العادة، سحب كرسياً، وطلب منى أن أجلس دقائق، ثم انتقل إلى خلف الشبابيك، وبعد خمس دقائق أتى لى بموظف يحمل سند الاستلام والمبلغ المطلوب، ووقعت بالاستلام، ثم تركنى قبل أن أتسلم المبلغ، وراح يتأكد من صحة التوقيع، ثم عاد ومعه المبلغ المطلوب، وقبل أن أنصرف قلت لنائب المدير، لقد نجحتم فى الاختبار.. ووفرت علىّ مشواراً إلى قلب البلد، كان النزول إلى فرع البنك فى قصر النيل مشكلة كبيرة، مشوار بالنسبة لواحد فى سنى صعب جداً، كون أن نظام البنوك بيسمح بالتعامل بين فروعه من أى فرع دى نعمة كبيرة، يكفى أن تكون هذه الخدمة مجانية..

- بعد نجاح الفرع فى الاختبار أستطيع أن أقول إن بنك القاهرة قد تغير بالفعل، لأول مرة أجد أن التجديد والتطوير وصل إلى العنصر البشرى، لقد خرج العواجيز من الموظفين إلى المعاش، ولأول مرة أرى كوكبة من الشبان والشبات فى خدمة العملاء، صحيح أن القاعة لم تعد تسع الكتل البشرية وخاصة بعد فرش مكاتب الموظفين بعرض جدران القاعة، وتدفق العملاء على البنك يومياً بأعداد مهولة، معروف أن بنك القاهرة فى عهد مبارك تعرض للإفلاس بسبب القروض التى كان يمنحها بلا ضوابط، وكانت الدولة فى ذاك الوقت تفكر فى بيعه، فاعترض فاروق العقدة وكان مستلماً لتوه موقعه كمحافظ للبنك المركزى، وللحق والتاريخ نجح فى إيقاف نزيف الخسائر بتغيير إدارته، وأتى بالاقتصادى منير الزاهد الذى كان نائباً لرئيس بنك HSBC فعادت الثقة بعد تحصيله الديون، صحيح لم يحقق الأرباح التى كان طارق عامر يحققها فى البنك الأهلى قبل رئاسته للبنك المركزى..

- بعد أن ترأس طارق عامر البنك المركزى كانت عينه على بنك القاهرة، فكان مطلوباً منه أن يؤهل البنك للبيع، فكان عليه أن ينشن على طارق فايد الذى كان دينامو المركزى، فقد ارتأى أن فايد هو الوحيد الذى يستطيع أن يرفع من القيمة التسويقية لبنك القاهرة، وهذه حقيقة بدليل المليارات التى حققها فى أرباحه.. من هنا أقول من حق الصديق المحترم الأستاذ طارق فايد، رئيس بنك القاهرة، أن يسعد بثمرة جهوده وبتدفق العملاء على أفرع البنك، معنى كده أن بنك القاهرة خلع بدلته القديمة وارتدى بدلة طارق فايد، بدلة تحمل فى جيوبها التطوير والتحديث..

- طارق فايد نجح أيضاً فى تشكيل فريق عمل تنفيذى ضم إليه جناحيه عمرو الشافعى وحازم حجازى وهما من خيرة شباب بنوك مصر، فأصبح الاثنان نائبين له فى بنك القاهرة، وللحق تبنى فريق العمل فكر طارق فايد، فكان الفريق سبباً فى تحقيق المليارات التى تحققت، وأصبح بنك القاهرة واحداً من البنوك العملاقة، وكان طارق فايد موفقاً فى اختياره هايدى النحاس، رئيسة الاتصال المؤسسى، التى ساهمت فى تنفيذ خطة تطوير أفرع البنك.. ما شاء الله مصر غنية بالخبرة البنكية، ونفخر بأن يكون عندنا عباقرة فى كل بنك من بنوك الدولة.. لكن للأسف معظمهم وجوه بعيدة عن الأضواء.