رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

القانون فى بلدى يؤكد تطبيقه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى كل لقاءاته وخطاباته لم يفرق الرئيس بين مواطن ومواطن، وقال إننا جميعًا أمام القانون سواء.

خلال مسيرتى الصحفية وما قبلها لم أرَ فيهما ما شهدته من واقعة الاعتداء على المقدم وليد عسل بحراسات محكمة مصر الجديدة.

عندما شاهدت الفيديو لم أتمالك نفسى، ولعنت الخارجين على القانون والسفهاء وقليلى الأدب، رغم أن كل مهنة بها ما بها من عدم احترام الغير، والتعامل بعنجهية وتعالٍ على خلق الله، تحت زعم أنت مش عارف أن مين، وكأن هذه الجملة هى التهديد المباشر لأى مسئول فى البلد، وهى جواز مرور لإعلان قلة الأدب على من يحمى ويطبق القانون.

عشت عمرى كله لم أرَ ما شهدته على منصات التواصل الاجتماعى من اعتداء سافر على أحد أركان الدولة، عشت أكثر من 36 عامًا ملاصقَا لبعض أركان الدولة، أو سلطات الحكم الأربع، لم أرَ فيها إهانة بهذا الشكل، صحيح أحيانَا نرى مشادات بين المواطنين ومن يطبق القانون، ومرات نرى تعسفًا من بعض رجال الشرطة ضد بعض المواطنين، لكن أن نرى تعديًا بهذا الشكل على ضابط شرطة لم أشاهده أبدًا فى حياتى.

عاصرت تعدى الوزير زكى بدر، وزير الداخلية، على الأستاذ الكبير مصطفى شردى فارس الكلمة والصحافة، وكان تعديًا غير لائق من مسئول كبير ضد رئيس تحرير صحيفة "الوفد"، وعندما بلغ هذا التعدى مداه كان قرار رئيس الجمهورية بإقالة السيد اللواء زكى بدر وزير الداخلية، وذلك بسبب تعنت لسانه وألفاظه البذيئة.

وكان بعض ضباط الداخلية ينتهجون نفس أسلوب وزيرهم زكى بدر، وهنا لا ألوم هؤلاء الضباط بقدر ما أزعجنى طريقة وزيرهم، وهذا كان فى العهد السابق، وتغيرت منظومة وزارة الداخلية إلى الأفضل بعد أن أصبحت هناك مادة أساسية تعرف بحقوق الإنسان، وأصبحت أيضًا هناك إدارة كاملة ذات قوة وسلطان داخل وزارة الداخلية تسمى إدارة حقوق الإنسان، ويشرف عليها السيد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ضمن مهامه داخل وزارة الداخلية، ومعروف عن اللواء توفيق أنه يهتم بكل صغيرة وكبيرة، وله باع طويل فى تحليل المعلومات والبيانات، ولا يتعامل مع القضايا بسهولة، فهو شديد الذكاء والدهاء، ولا يقبل إهانة المواطنين أبدًا، كما لا يقبل إهانة أى فرد من العاملين فى جهاز الشرطة، وكل عنده بمقدار، لا يستوى الذى يعمل من الضباط والذى لا يعمل.

ومنذ أن تولى حقيبة الداخلية عمل على إعادة لم شمل أسرة الوزارة من الشتات والصراعات، وعمل على تحديث جميع الأجهزة لتضاهى أجهزة الشرطة فى العالم.

كما اهتم بالعنصر البشرى لدى الوزارة، وأهلهم تأهيلًا يتماشى مع مقتضيات العصر، وحقوق الإنسان.

وبعد كل هذا المجهود المستمر نصحو على فاجعة- نعم فاجعة- بالنسبة لى أن تتطاول سيدة على ضابط شرطة بهذا الشكل المريب، عندما شاهدت تطاول هذه السيدة على الضابط المقدم عسل استدعت الذاكرة عندى سريعًا مشهد ضابط أمريكى يحاول إيقاف سيدة طلب منها إبراز تحقيق شخصيتها فى أحد المولات، فرفضت أن تعطيه بطاقتها، وحاول معها مرة ومرات، إلا أن السيدة رفضت وتعالت صيحاتها وسط ذهول بعض المتواجدين، وكان تصرف ضابط الشرطة التلقائى أن طرحها أرضًا ووضع فى يديها الأصفاد فورًا.

هنا يتضح لنا أن مسألة «أنت مش عارف أنا مين» دون تحقيق الهوية جريمة، ثم عندما يطلب ضابط الشرطة من أى مواطن إن «شالّه» يكون مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إبراز هويته، فلا يصح أن يقول له «إنت مش عرف أنا مين»، أو يقول له «أنا رئيس الوزراء».

احترام القانون وتنفيذه لا يعرفان العنجهية و«إنت متعرفش أنا مين»، يعرف فقط إبراز الهوية والتحقق من شخصيتك، كائنًا من كان، ومن يخالف ذلك يتم التعامل معه طبقًا لمقتضى الأمر والحال.

وكون أن السيدة خرجت على حدود اللياقة وتطاولت على المقدم الذى يقوم بواجبه تجاه عمله، ولا يعرف من أنت، حتى لو كنتِ سيدة من طراز رفيع، رغم أن التصرف يعكس مهنتك أو كياستك وفطنتك، ما جعلنى أنتفض من مكانى، هو نزع رتبة المقدم من على كتفه، فلا يحق لأحد أن يفعل هذا، أو يعتدى بهذا الشكل على ضابط، أو عسكرى، وإذا كان مريضًا نفسيًا، أو عقليًا ويفعل ذلك، وهذا أيضًا لن ولم يحدث، لأننى لم أسمع أن مختلًا عقليًا نزع رتبة ضابط شرطة وتحدث معه بهذه الطريقة، التى تؤكد سلامة قواه العقلية.. وإذا كان مريضًا فيجب عرضه أولاً على إخصائى أمراض نفسية وعصبية وعقلية، ليحدد مرضه من عدمه، وإذا كان مريضًا فيجب إيداعه أو إيداعها مستشفى الأمراض العقلية.

الكارثة الكبرى أن يستمر المريض فى عمله، فكيف ذلك؟.. هل جميع التحقيقات التى أجرتها سيادة رئيس النيابة خلال مرضها صحيح ويعتد به؟ أم أن أصحاب هذه القضايا من حقهم الطعن فى تلك القضايا، لأن المحقق معهم مريض ولا يعى من تصرفاته شيئًا؟

السؤال الذى أكل رأسى ودماغى: هل لو أنا- وهذا مستحيل- قمت بنزع كتافات ملازم فقط فى مشادة مثل هذا الموقف، ثم أحضرت لهم شهادة معاملة أطفال ماذا كان سيحدث؟!

أعرف جيدًا ماذا كان يحدث من لحظة نزع الكتافات إلى وصولى إلى سرايا النيابة، ثم إلى الحجز فى القسم- واجرى يا شيخ محمد- شوف مين يلحقك، إلى أن يبان لى أصحاب.

يا سادة: لا أطلب هنا سوى تطبيق القانون والحفاظ على هيبته وهيبة جهاز الشرطة الذى يحمى المواطن.

السؤال: ماذا لو دخل مواطن على رئيس نيابة إدارية أو غير إدارية وفعل كما فعلت السيدة رئيس النيابة الإدارية؟.. هل كان يخرج من النيابة بكفالة حتى لو كانت معه شهادة معاملة أطفال؟!

< القانون="" أعمى،="" ولا="" يعرف="" «إنت="" مش="" عارف="" أنا="" مين»..="" للأسف="" تحولت="" إلى="" أنساب="" وأصهار="" العوض="" على="">