هموم مصرية
تتفاخر الحكومة التونسية الجديدة بأن بين وزرائها وزيراً كفيفاً.. ولكنها نسيت ما حدث فى مصر من 70 عاماً، بالضبط منذ يناير 1950! ففى هذا اليوم ضمت حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشاً وزيراً كفيفاً شهيراً هو الدكتور طه حسين باشا.. وكان النحاس باشا قد ضمه إلى حكومته - وهى آخر حكومة وفدية تجىء بعد انتخابات برلمانية نزيهة - وأعطاه واحدة من أهم وزارات مصر هى وزارة المعارف.
وحكومة تونس الجديدة برئاسة هشام المشيشى تضم وليد الزيدى وزيراً للثقافة.. وهو كفيف يحمل أيضاً درجة الدكتوراه حصل عليها وهو كفيف.. وأن يختاره رئيس الحكومة لهذه الوزارة بالذات أكثر من معنى.. إذ إن الأشقاء فى تونس هم من أكثر شعوب شمال إفريقيا قراءة وثقافة.. بل إن كل الناشرين العرب يحرصون على أن تكون مكتبات تونس فى مقدمة من تتزين بآخر الكتب والإصدارات.. بل إننى حصلت فى إحدى زياراتى لتونس على كثير من أمهات الكتب العربية التى لم نعد نراها فى مكتبات مصر.. وبذلك تكون تونس وأهل تونس من أكثر الشعوب العربية عشقاً للقراءة.. وبالتالى تكون تونس من أكثر العرب توزيعاً للكتاب العربى.
< وما="" تفخر="" به="" تونس="" هذه="" الأيام="" من="" وجود="" هذا="" الدكتور="" الكفيف="" وليد="" الزيدى="" سبق="" أن="" عرفته="" مصر="" من="" عشرات="" السنين="" عندما="" اختار="" زعيم="" الوفد،="" النحاس="" باشا،="" الدكتور="" طه="" حسين="" ليصبح="" مسئولاً="" عن="" تعليم="" الأجيال="" الجديدة="" سواء="" من="" التعليم="" العادى="" «ابتدائى="" وثانوى»="" بل="" أيضاً="" التعليم="" الجامعى="" لأن="" التعليم="" العالى="" والجامعى="" من="" كليات="" ومدارس="" ومعاهد="" عليا="" كانت="" هى="" أيضاً="" تابعة="" لوزارة="">
والدكتور طه حسين حصل على أكثر من درجة للدكتوراه من مصر ومن فرنسا، بل حصل أيضاً - وهو الكفيف - على عمادة الأدب العربى وينسب له أنه دخل أول اجتماع لمجلس الوزراء وفى يده مظروفان، الأول يحمل قرار التعليم المجانى.. ويحمل الثانى استقالة الدكتور طه حسين، فيما لو لم توافق الحكومة على إقرار المجانية، ولكان كان هذا هو رأى حكومة الوفد، فكان قرار إقرار مجانية التعليم، حتى نهاية المرحلة الثانوية.
< بل="" إن="" حكومة="" الوفد="" برئاسة="" النحاس="" باشا="" هى="" التى="" سبق="" أن="" قررت="" -="" ومن="" سنوات="" عديدة="" سابقة="" -="" أهمية="" الوجبة="" الغذائية="" المجانية="" لكل="" المراحل..="" فكانت="" جافة="" للمرحلة="" الأولية="" -="" ما="" قبل="" الابتدائية="" -="" ثم="" أصبحت="" وجبة="" غذائية="" ساخنة="" من="" لحوم="" وطيور="" وأرز="" وخضار="" وخبز="">
ثم هل ننسى مقولة طه حسين: التعليم كالماء والهواء.. وقناعة الوفد ومن عشرات السنين بأهمية تلك الوجبة الساخنة المجانية لأى طالب.
< ثم="" إصرار="" طه="" حسين="" على="" تقديم="" كل="" مستلزمات="" التعليم="" من="" كتب="" دراسية="" وكراريس="" وأقلام="" ومراجع="" وأحبار..="" وأطالس="" مجاناً="" لكل="" طالب..="" هذا="" ما="" قدمه="" طه="" حسين="" الكفيف..="" إيماناً="" منه="" وتنفيذاً="" لمبادئ="" حزب="" الوفد="" لكل="" أبناء="" مصر..="" حقاً="" كان="" ذلك="" عصراً="">