رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر


 

 

يبدو أن هناك حالة من الانفلات الأخلاقى والإنسانى على جميع المستويات، فقد وصل هذا الانفلات الحقير إلى أصحاب القلم، ولم يعد يهمهم أى اعتبارات أخلاقية سوى الردح ومهاجمة أشخاص بعينهم من باب الحقد والكراهية والطمع فى كرسى وزارة، رغم أنهم يشغلون مناصب -من وجهة نظرى المتواضعة- لا يستحقونها حيث إن تاريخهم لا يؤهلهم لمناصبهم التى يشغلونها الآن.
ربما يقول قائل إن شهادتى تجاه الزميل الأستاذ أسامة هيكل مجروحة، وأن «هيكل» لا يحتاج إلى أن يدافع عنه زميل أو غريب لأن «هيكل» له تاريخ يمتد إلى أكثر من 30 سنة فى العمل الصحفى والإعلامى، فقد عمل الزميل أسامة هيكل فى جريدة «الوفد» أكثر من 25 سنة ويعد من أبرز محرريها، وكان محررًا عسكريًا من أنشط المحررين العسكريين، كما كان فى نفس الوقت محرر شئون رئاسة الجمهورية خلال 20 سنة.
أسامة هيكل لا يحتاج إلى سرد تاريخه المهنى والصحفى فمعظم القادة العسكريين يعرفونه تماما، فقد اجتاز عدة دورات عسكرية مهمة وزامل العديد من القادة خلال هذه الدورات، ثم عمل محاضرا بالأكاديمية العسكرية لعدة سنوات.
وتولى وزارة الإعلام فى عام 2011 وكانت فترة من أصعب الفترات التى مرت على مصر ولم يكن لـ«هيكل» أن يرد طلبا للمجلس العسكرى وأخذ على عاتقه وزارة الإعلام، وكان يشغل منصب رئيس تحرير الوفد، الصحيفة المعارضة الأولى فى مصر، وتعد سابقة أن يتم اختيار وزير الإعلام من إحدى صحف المعارضة ومن صحفى ورئيس تحرير صحيفة معارضة، ولم يكن اختيار «هيكل» صدفة، أو اعتباطا بل اختياره كان مدروسا ومنتقى بعناية.
قضى «هيكل» مدة فى هذه الفترة حالكة السواد ثم أعقبها تعديل وزارى وخرج «هيكل» من وزارة الإعلام ليتولى عدة مناصب أخرى مهمة منها رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، ومرت عدة سنوات وحقق «هيكل» طفرة قوية فى المدينة منها تقليل الديون المستحقة لدى الغير وحقق أرباحاً كبيرة للمدينة، وفي العام الماضي تم ترشيح أسامة هيكل وزيرا للدولة للإعلام وبدأ مهام عمله، ولكن لماذا رُشح «هيكل» للمرة الثانية ليشغل منصب وزير الإعلام؟ أعتقد أن هذا الترشيح لم يكن وليد صدفة أو جاءوا به من قهوة الأخبار أو قهوة روزاليوسف، ولكن تم اختياره للمرة الثانية لثقة الدولة في قدرات أسامة هيكل وأنه وزير من الدرجة الأولى.
لكن يبدو أن طمع البعض في المناصب والكراسي أعمى قلوبهم وتجرأوا على وزير الإعلام، فمنذ أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراره بتولي السيد الوزير أسامة هيكل وزارة الإعلام، خرج علينا الأستاذ مكرم محمد أحمد زاعقا متحديا قرار واختيار رئيس الجمهورية وطنطن بكلام فارغ لا يصح أن يصدر من مكانة وسن الأستاذ مكرم. ثم خرجت مجموعة أخرى الآن لتعيد إلى المشهد نفس الموقف السابق، متعللين بالاستيلاء على مكاتب المجلس الأعلي للإعلام.
 حاول البعض تشويه مسيرة أسامة هيكل سواء على المستوى الصحفى والوزارى وأعتقد أنه مخطط فاشل مثل من وراءه وتحدثوا عن 11 اختصاصا لوزير الإعلام، وأنه لم يقم بأى اختصاص منها وتفرغ لإطلاق تصريحات واتهموا الوزير بأنه لم يقم بإبراز مجهودات الدولة ومشروعاتها القومية.. بصراحة مش فاهم ماذا يقصد من وراء هذه الحملة الشرسة بتشويه الوزير أسامة هيكل؟ ولمصلحة من أن نشعل حرباً بين وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام..؟!
لقد أفردت جريدة الأخبار منذ يومين حواراً على «الدوبل» -أى قلب الجريدة- للأستاذ كرم جبر ثم أفردت أمس على نفس الصفحتين حوارا للأستاذ حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقالت إنه قدم روشتة علاج ملفات ماسبيرو فى 400 ورقة وتحتاج للإمكانيات.
عفوا أستاذ زين هذه هى الدورة الثانية لسيادتكم كرئيس للهيئة الوطنية للإعلام ماذا قدمت خلال الدورة الأولى؟!
سؤال بسيط ولا يحتاج إلى صفحات للإجابة عنه، قل لنا ماذا قدمت لماسبيرو خلال السنوات الماضية سوى خناقات على مكاتب وكراسى وسيارات؟.
أما الأستاذ كرم -كرم الله وجهه- عندما تولى رئاسة الهيئة الوطنية للصحافة خلال الفترة السابقة نوجه له نفس السؤال: ماذا قدمت للصحافة والصحفيين سوى أنك اخترت الصحافة القومية لإعطائهم مميزات وتناسيت بقية الصحفيين فى الصحف المستقلة والمعارضة، وهم السواد الأعظم من الصحفيين، لا ألوم عليكما فأنتما مجرد رؤساء لا يهمكما إلا المنصب والمكاتب.. والخناقة على المكاتب والمناصب أصبحت شغلكم الشاغل وإذا كانت الحوارات الصحفية هى التى تجعلكم أسودا على وزارة الإعلام، أعتقد أنكم أخطأتم الهدف فالصراع على المناصب لا يكون بهذا الشكل وبهذه الوتيرة.
أستاذ كرم جبر والأستاذ حسين زين وجميع الزملاء الذين يقفون بالمرصاد لوزير الإعلام.. أنتم تسبحون ضد التيار رغم أن تاريخكم لا يؤكد أنكم سباحون ماهرون وأنكم دائما مع التيار أينما كان، وكونكم استشعرتم أن لكم سلطة تفوق سلطة الدولة وتقفون ضد اختيار أسامة هيكل وزير دولة للإعلام فقد جانبكم الصواب.. ارجعوا إلى رشدكم فإن وزير الإعلام من ضمن منظومة الدولة برعاية رئيس الدولة عبدالفتاح السيسى.
وأخيرا السؤال الأهم من كل هذا: ماذا فعل المجلس الأعلى للإعلام طوال السنوات الماضية سوى النعاس فى الكراسى والبدلات والسيارات..؟!
 قبل أن تحاسبوا وزير الإعلام حاسبوا أنفسكم.. استقيموا يرحمكم الله.