انتخابات مجلس الشيوخ.. والنتائج التى اسفرت عنها تشير إلى ان الاحزاب المصرية باستثناء عدد قليل منها.. أحزاب هشة أو كرتونية.. ليس لها تواجد فى الشارع.. بل إن بعضها يطلق عليه «أحزاب عائلية».. كما ان هذه الانتخابات اكدت ان كبار السن والنساء وذوى القدرات الخاصة اكثر حرصا على المشاركة الانتخابية من الشباب..رغم اهمية مجلس الشيوخ أو الغرفة البرلمانية الثانية بجانب مجلس النواب فى هذه المرحلة التى يواجه فيها الوطن تحديات داخلية وخارجية جسيمة.. تتطلب اختيار عناصر تتسم بالحكمة والعقلانية والخبرة فى مختلف التخصصات لتمثيل الشعب تحت قبة الشيوخ..
الأحزاب فى مصر تتجاوز المائة.. ومعظمها احزاب ميتة.. باستثناء أحزاب مثل الوفد ومستقبل وطن والتجمع وبعض الأحزاب الأخرى التى تسعى لبناء قاعدة جماهيرية وتحاول التواصل مع الناس.. فغالبية الأحزاب تنفصل عن الناس.. رغم أهمية العمل الحزبى وتعزيز دوره لإثراء الحياة السياسية والبرلمانية.
المرحلة التى نعيشها تحتاج لأحزاب قوية.. فالممارسة الحزبية السليمة ليست بكثرة عدد الأحزاب وانما بقوة الاحزاب وتأثيرها الايجابى.. وقدرتها على جذب الجماهير والمشاركة الفعالة فى بناء الوطن والنهوض به.. وقد طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه بضرورة تقوية الأحزاب.. بدمج بعض الأحزاب معا حتى تستطيع القيام بدورها الوطنى.. واثراء الحياة الديمقراطية والسياسية.
المنافسات الانتخابية تزداد قوة.. عندما تكون المنافسة بين عدد محدود من الأحزاب القوية التى تتمتع بقاعدة شعبية وتضم عناصر تؤثر فى الناس وتتأثر بها.. كما نراه فى انجلترا من منافسة شديدة بين حزبى المحافظين والعمال.. وسباق حميم بين الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى فى أمريكا.
غالبية الأحزاب فى مصر تتشابه برامجها وأهدافها وربما تكون نسخة واحدة.. فلماذا لا تندمج الأحزاب المتشابهة فى الاهداف والبرامج وتشكل حزبا قويا تكون لديه القدرة على التحرك وانشاء مقرات فى مختلف المحافظات حتى يستطيع التواصل مع الناس وجذب العناصر النشطة وضمها إليه؟
الحزب الذى لايستطيع طرح مرشحين فى مختلف الدوائر.. لقلة عدد اعضائه.. هو ليس هشا فحسب وإنما لا يجوز ان نطلق عليه اسم حزب.. فالحزب القوى هو الذى يتمتع بقاعدة جماهيرية فى مختلف المحافظات ولديه أعضاء لديهم القدرة على خوض المعارك الانتخابية بقوة ضد الأحزاب الأخرى.