يبدو أن الصراع الذى يشهده العالم منذ عدة شهور بسبب جائحة كورونا سيستمر لفترة ليس لتواجد الفيروس فحسب إنما للجدل الذى بدأ يطفو على السطح بشأن التوصل للقاح المناسب والتوزيع العادل له على كل دول العالم، لأن الفيروس لم يستثن أحدًا على وجه الكرة الأرضية، وبالتالى من المنطقى أن يكون اللقاح متاحًا للجميع بغض النظر عن الدولة التى ستتوصل إليه.. كذلك ضمان توافره بالسعر المناسب حتى لا يكون حكرًا على الأغنياء فقط..
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن خطة توزيع لقاحات كورونا التى تجتهد العديد من الدول عن طريق المراكز العلمية المتخصصة فى الوصول إليه فى غضون الأسابيع والشهور المقبلة.. وأشارت إلى أن نحو 172 دولة تتعاون مع مرفق (كوفاكس) المصمم لضمان الإنصاف فى الحصول على لقاحات كورونا.. لكن هناك حاجة لمزيد من التمويل وعلى الدول الآن تقديم تعهدات مُلزمة.. وهذا يعنى أنه على دول العالم كله أن تتكاتف لتحقيق هذا الإنصاف وهذه العدالة فى التوزيع..
وقال مسئولو المنظمة إن أمام الدول الراغبة فى أن تصبح جزءًا من خطة «كوفاكس» العالمية حتى 31 أغسطس لتقديم ما يعبر عن اهتمامها مع تأكيد نية الانضمام حتى 18 سبتمبر وتقديم الدفعات الأولية المستحقة حتى التاسع من أكتوبر.. ومهما كانت الحسابات والتوقيتات المحددة يجب أن يدرك الجميع أن العالم كله الذى تحمل مصاعب وآلام هذا الفيروس الغامض وواجه الأمرين بسبب وفاة وإصابة الكثيرين والإجراءات الاحترازية والغلق الاقتصادى وفقد الكثيرين لوظائفهم لا يجب أن يعانى مرة أخرى من أجل الحصول على اللقاح..
تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أعلن أن المرفق مهم لإنهاء الجائحة، مضيفًا أن اللقاح لن يكون حكرًا على مجموعة الدول التى تطور وتشترى اللقاحات.. ويجب أن نضمن أيضًا إبقاء الأسعار «منخفضة قدر الإمكان».. لأن إضفاء صفة التعصب القومى على اللقاح سيزيد الأمور تعقيدًا.
وأصبح التوصل للقاح وضمان عدالة التوزيع مهمًا بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أن التجارب الدولية لعلاج الإصابة بفيروس كورونا ببلازما الدم غير قاطع.. ومازال العالم كله ينتظر الإعلان عن اللقاح بعد أن أودى فيروس كورونا المستجد بما لا يقلّ عن 809255 شخصًا فى العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية فى الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر الماضى وحتى الأسبوع الماضى.. بالإضافة إلى أكثر من 23,463,870 إصابة بالفيروس فى 196 دولة منذ بدء تفشيه..