رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

- تفتح إسرائيل أذرعها لكل من يحاول شل الأيدى المصرية.. فالشعب المصرى العنيد بوطنيته؛ والصامد على موقفه.. تجاه استعادة الحقوق العربية السليبة منذ حرب يونيو ١٩٦٧، لايزال الشوكة التى تقف فى حلق الدولة الإسرائيلية. المساعى المبذولة من قبل الكيان الصهيونى تستهدف قضم كل ما تستطيعه من أراضٍ عربية، فالحلم بدولة من النيل إلى الفرات لم يقل لنا أحد بعد إنه سقط مع إقامة التطبيع بين الدولتين على المستويات الرسمية-وليس الشعبية-ولم تتوقف إسرائيل عن دعم كل المشاريع الاستطيانية.. ولا عن أعمال القمع والاعتقال والتشريد وهدم المنازل وطرد الفلسطينيين من بيوتهم والاستيلاء عليها، وفى سلوك استعمارى آخر تحت سمع وبصر العالم كله أعلنت -وباركت أمريكا-عن مخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل!

- فى خضم أزمة مفاوضات «سد النهضة» المتعثرة بين مصر وأثيوبيا والسودان، دخلت إسرائيل على الخط،وأعلنت شركة إسرائيلية عن توقيعها عقودًا «لتوزيع كهربائه التى سيُولّدها إلى كُل من كينيا وجنوب السودان، والاتصالات جارية للوصول إلى اتّفاقاتٍ مُماثلةٍ مع دول أُخرى فى حوض النيل». كما أشار موقع «ديبيكا» الاستخبارى الاسرائيلى إلى أن إسرائيل زودت أثيوبيا بمنظومة دفاع صاروخية لحماية السد، وإن كانت السفارة الإسرائيلية فى القاهرة نفت أى تعاون فى هذا الصدد!

- الآن تفتح «الجيروزاليم بوست» صفحاتها لمقالات تروج للأساطير التى على أساسها تمتنع أثيوبيا عن اتفاق ملزم.. وآخر ما روجت له من أكاذيب ومغالطات ورد فى مقال لكاتب إسرائيلى من أصل أثيوبي- كما وصف نفسه- يدعى «فاسيل ليجيسى»، وهو محرر رئيس فى قناة التليفزيون الإسرائيلى الأثيوبية. الأساطير التى بنى عليها فاسيل فى المقال هى أن أثيوبيا دولة فقيرة ومتخلفة وأن مصر تحصل على نصيب الأسد من مياه النيل من خلال اتفاقيات استعمارية وأن أثيوبيا كانت تدعو دوما لأن تستفيد كل دول حوض النيل من مياهه وأنها لم تدخر جهدا فى دعوة مصر منذ عام 2011 للتشاور والتفاوض، وأن أثيوبيا(..) ترى أن التفاوض هو الطريق لحسم الخلافات!

- هذه الأكاذيب التى فتحت الجيروزاليم صفحاتها لترويجها وجدت من يفندها بقوة وهو خبير المياه المصرى الدكتور عبد الوهاب مطاوع، الذى كشف حقيقة ما تروج له الصحيفة، فى إطار المحاولات الأثيوبية الرامية إلى قيام مجلس الأمن برفض مذكرتى مصر إلى المجلس، بشأن السد وتعنت أثيوبيا فى المفاوضات. وهى محاولات يراكم فى اتجاه تحقيقها بقوة القس الأمريكى «جيسى جاكسون»، فقد وجه رسائل إلى «مجموعة السود» فى الكونجرس، طالبا منهم أن يعملوا على إصدار قرار ضد المذكرات المصرية.

- الدكتور مطاوع فند باقتدار ما ورد فى مقال فاسيل ليجيسى، وحديثه عن تخلف أثيوبيا «وكأن مصر هى السبب فى تخلفها»..منوها بأن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لم تكن فى الحقبة الاستعمارية، بدليل أنها وقعت من الإمبراطور «منيلك الثاني». كما أكد أن دعوتها لدول المصب للتفاوض منذ 2011 وحتى اليوم تعنى أن «استراتيجية أثيوبيا هى التفاوض من أجل التفاوض»، وما يساق من مغالطات البرباجندا الأثيوبية «ليست إلا نكتة وهزارًا فى موضع الجد».

- أظن أنه بهذه السياسات لن تصبح إسرائيل صديقًا.. وسيبقى الشعب المصرى مستعصيًا على التطبيع مع هذا الكيان.