رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

لست ضد زيادة الكهرباء والغاز والمواصلات وأى خدمة تقدمها الدولة للمواطن، وأعلم أن الدولة تكبدت مليارات الجنيهات خسائر والعائد بالناقص، ولم يكن هناك أى إنصاف لدور الدولة، الحكومة أقدمت على الزيادات ليس من فراغ، ولكنها عملت أولًا على إصلاح منظومة الكهرباء وطورت ومازالت تطور السكك الحديدية ومترو الأنفاق بكافة خطوطه والمستحدث منه.

أعلم ويعلم القاصى والدانى أنه لا توجد دولة فى العالم تبيع رغيف الخبز بخمسة قروش للمواطن، وأن دعم الرغيف يصل لـ700٪ كلنا نعلم ذلك.. ثم قامت وزارة التموين بتخفيض وزن رغيف العيش من 110 جرامات إلى 90 جرامًا بنسبة 18٪ من وزن الرغيف تقريباً، ونشفق على الدولة ونشفق على أنفسنا أيضًا.

وهنا لمَ الشفقة على أنفسنا؟ لن أتحدث عن ميسور الحال وأصحاب الدخول المعقولة التى تكفيهم للعيش دون ألم.

إنما حديثى هنا عن رقيقى الحال، فهم لا سند لهم ولا عون بعد الله سبحانه وتعالى إلا ولى الأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى، هناك من لا يجد قوت يومه ولا يعرف أحد عنه شيئًا، لقد جاءت تداعيات «كورونا» بزيادة نسبة الفقر والعوز، وقد انكمش الدخل مما زاد من أعداد المحتاجين ووصولهم إلى الفقر المدقع، ولا أريد أن أسرد حال من تعطلت أعمالهم من التجار والصناع على مدار الأربعة أشهر الماضية، وكل ما يهمنى هو القطاع العريض من المواطنين الذين تقطعت بهم سبل الحياة الكريمة بأن يعيش أيامًا بأبسط مقومات الحياة.

هناك أسر بالفعل تعيسة، تعيش على هامش الحياة وعلى فتات الزمن، لا تجد من يحنو عليها، لا حول لها ولا قوة، صحيح إن الدولة قامت بصرف إعانة 500 جنيه للعمالة المؤقتة والتى تضررت من جراء وباء «كورونا» لمدة 3 أشهر وهذا مجهود محمود للدولة ولا ينكر هذا إلا جاحد.

المتابع للشأن المصرى يعرف أن هذه الدولة قوية شديدة البأس رغم أن بعض الدول الثرية تضررت من وباء «كورونا» لدرجة أن إحدى الدول الثرية تعثرت فى توفير السيولة لموظفيها رغم ثرائها الفاحش، وعملت على طرد العمالة الأجنبية لأنها لم تعد تستطيع تحمل عبء هذه العمالة، ولسنا ضد أى دولة تضع حلولًا لاجتياز محنة الوباء.

أما  مصر والتى تستوعب أكثر من 5 ملايين عربى فلم تشكُ لحظة، ولم تئن ولم تعاملهم معاملة اللاجئين، ولم تطلب «قطهم بالبر»، بل أعلنت أن كل عربى على أرض مصر يعتبر نفسه فى وطنه الثانى يستفيد من كافة السلع والخدمات المدعمة من عيش وكهرباء وغاز مثله مثل المواطن المصرى على حد سواء.. هذه هى مصر العظيمة القوية التى ترعى كل من هو على أرضها، وأعود إلى حال المواطن المصرى الكادح الذى أصابته الكارثة مضاعفة، فهو بطبيعة الحال دخله محدود، وتحت خط الفقر وتعوله الدولة بطرق مختلفة ثم تأتى الجائحة لتقضى على ما تبقى من فتات الكرامة.

ثم فاجأنا وزير التموين الدكتور على مصيلحى بقرار خفض رغيف الخبز المدعم من 110 جرامات إلى 90 جرامًا، بحسبة بسيطة كان المواطن يحصل على 550 جرام خبز فحذف 100 جرام ليتبقى 450 جرامًا للمواطن فى اليوم الواحد.

لا أعرف كيف حسب وزير التموين أو من أشار إليه بهذه الفكرة غير السديدة، التى أضرت الكثيرين من الشعب المصرى الفقير.. هل يعلم وزير التموين أن من حق كل مواطن مصرى الحصول على 5 أرغفة مدعمة يوميًا، يعنى 500 مليون رغيف يوميًا للغنى والفقير، وهنا أؤكد لكم من حق المهندس نجيب ساويرس الحصول على 5 أرغفة مدعمة من الحكومة يوميًا- صحيح أن ساويرس لا يفعل ولكن حقه- وعلى نفس القياس، هناك عشرات الملايين يحصلون على الرغيف المدعم ولا يستطيع أحد أن يقول لهم ليس من حقكم.. إذن هناك خلل فى هذه المنظومة العرجاء التى كانت بابًا للنهب والسرقة على كافة المستويات، صحيح تحاول وزارة التموين ضبطها وإعادة الدعم لمستحقيه، ولكن هى محاولات، حتى عندما أصدرت قرارها بخفض وزن رغيف الخبز جانبها الصواب، فى هذا الشأن، فكان يجب عليها منع ما لا يستحق الدعم من الحصول على رغيف الغلابة المدعم والمسألة واضحة ولا تحتاج إلى تشريع أو تأويل. كل ما  عليك تحديد فئة من يستحق رغيف الخبز المدعم ستجد أنهم نفس مجموع من يحملون بطاقة التموين، فعندما تمنع الخبز عن من يستطيع العيش بدون دعم، فلا حرج فى ذلك، وأعطِ هذا الدعم للمستحقين، وبدلًا من أن تخصم من وزن الرغيف 20 جرامًا ستضيف إلى المستحقين 20 جرامًا أو 10 جرامات، صحيح لا وزن لها، ولكن الآن نقص من المحتاج والفقير رغيف كامل، فبعد أن كان يحصل على 550 جرامًا، أى ما يزيد على نصف كيلو عيش يحصل الآن على أربعة أرغفة بنفس الوزن بدلًا من خمسة.

يا سادة: راعوا رقيق الحال فى هذا البلد، فإن الفقر قاتل ويهلك الحرث والنسل ويفتح أبواب الشياطين ويتحول إلى تجارة محرمة.

لا تضغطوا على الفقراء فإن فيهم ما يكفيهم، خذ من أغنيائهم وأعطِ لفقرائهم، امنع بطاقة الخبز عن الأغنياء وميسورى الحال، وأعطِ الفقير ما يسد رمقه، فلا شىء يضاهى مذلة الرجال عندما لا يجدون قوت يومهم وقوت أولادهم، ولا أريد أن أربط بين ما حدث فى الانتخابات الأخيرة من استغلال البعض حاجة الفقراء والمساكين فى مقابل التصويت له.

ارفعوا الفقر عن أصحاب الحال الرقيق ودعوا لهم رغيف الخبز ولا تقربوه أبدًا فإن الخطر يكمن فى لقمة العيش ومذلة الرجال.