رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا ينكر أحد أهمية الدعاء وقيمته عند كل مسلم وفقا لقول الله تعالى «ادعونى أستجب لكم» ولكن علينا أن نقف على المعنى المقصود بالدعاء وكيفية الاستجابة له وتحقيقه فالله قد خلق الكون وفق منظومة دقيقة من القوانين الثابتة ويدار الكون كله وفق منظومة محكمة شديدة الانضباط فكل شيء فى الوجود له قانونه ونظامه الخاص الذى يحكمه وعلى الانسان النظر والتفكر فى ذلك الكون الذى يعيش فيه والقوانين التى تحكمه و الكائنات و المخلوقات التى تعايشه ، بل وينظر الانسان إلى نفسه كيف خلق ليدرك عظمة الله و قدراته اللا متناهية.

وإن تحدثنا عن أهمية القوانين الوضعية وضرورة الإلمام والالتزام بها لانضباط العلاقات وانتظامها بين الأفراد فإن القوانين الطبيعية المتعلقة بخصائص الاشياء و بالظواهر الطبيعية وكذلك خصائص الكائنات وطبائع المخلوقات ومنظومة الروابط و العلاقات بينها واندراجها وفق نظام دقيق محكم ينظم كل صغيرة و كبيرة فى الكون و يجعل لكل شيء فيه قانونًا دقيقًا يحكمه ولا يجوز الخروج عليه باى شكل من الاشكال.

وعلى الانسان ان يدرك علاقات السببية فيما يريد تحقيقه او الوصول اليه وعلى العلماء و أولى الالباب ان يتبصروا ويعقلوا اسرار الكون ليسخروا و يوظفوا عناصره لخدمة الانسان واضعين نصب أعينهم أن قدرة الله تتجلى واضحة فى انضباط قوانينه وفق منظومة شاملة لا خروق ولا استثناءات فيها بأى شكل او حال و أن الالمام بها و قواعدها هو السبيل الوحيد للبشر لتحقيق مرادهم وغاياتهم منها ، اما عن الاعتماد على قضاء الحوائج و تدبير الامور بالاتكال على الدعاء فقط دون العمل و الاجتهاد والاخذ بصحيح الاسباب يحبط الاعمال و يصيبها بالفشل ، فرغم اهمية الدعاء الا أنه ينبغى له من عمل يرتفع به ليتحقق؛ تصديقا لقول الله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر آية ١٠ . فإن قوانين الله فى الطبيعة ثابتة مطردة لا استثناء فيها لمخلوق مهما علا قدره.

أما عن المعجزات التى خص بها الله رسله فهى استثناءات لا يجوز القياس عليها أو التشبه بها لانها أتت فى سياق وغاية معينة وعلة محددة وانتهت فى زمانها بتحقيق المراد منها بقدرها، فعلى من يدعو بالشفاء أن يأخذ بأسبابه ومن يدعو بالرزق او النجاح او أى شيء أن يأخذ بأسبابه فالمقدمات تؤدى الى النتائج وفق علاقة سببية لازمة وانتظار البعض لنتائج مغايرة رغم ثبات المقدمات يعد ضربًا من ضروب المستحيل.

وعن الاتكال على الله والفهم الصحيح للاعتماد عليه تحضرنى قصة رمزية تدور حول احد المتدينين يسقط فى بئر من الرمال المتحركة فيدعو الله أن ينقذه منها ويمر رجل بدراجته عليه يمد له يده لينقذه فيرفض منتظرا الله ينقذه وكذلك فعل مع آخر على جواده وأخيرا قبل ان يغوص فيها يرفض مد يده لعابر بسيارة ايضا منتظرا يد الله تنقذه وعندما صعدت روحه سأل مستفسرا لماذا لم ينقذه الله فجاءته الاجابة بأنه ماذا كان ينتظر من الله اكثر من أنه ساق له شخصًا واثنين وثلاثة مروا عليه لإنقاذه وهو يرفض فما الذى ينتظره من الله وفق تصوره ؟

فيجب أن نعلم أن الله يسبب الاسباب رغم قدرته على أن يقول للشيء كن فيكون فعلينا العمل و الاخذ بالاسباب و الدعاء الى الله بالتوفيق لدعائنا الفعلى و ليس القولى فقط حيث الفعل هو اساس الدعاء قبل القول والله الموفق.

 

 مستشار رئيس الحزب

 للعلاقات العامة