هموم مصرية
هل كان أمير الشعراء أحمد شوقى معارضاً للثورة العرابية وضد زعيمها أحمد عرابى.. بدليل هذه القصيدة الغريبة التى يهجو فيها عرابى ويهاجمه ويسفه من دوره الوطنى؟! الدلائل تشير إلى ذلك.. إذ يقول مطلع هذه القصيدة التى يستقبل فيها عرابى بعد أن عاد من المنفى فى جزيرة سلان بعفو من الخديو الشاب عباس حلمى الثانى ومطلعها:
صغار فى الذهاب وصغار فى الإياب
أهذا كل شأنك يا عرابى؟
وقد يكون شوقى بك معذوراً، فهو شاعر القصر، أو شاعر الأمير.. والأمير هنا هو من يجلس على عرش مصر.. لأن شوقى كان من رجال القصر، ويحصل على دخل من عمله فيه.. والقصر هو الذى أنفق على تعليمه.. وأنه بسبب هذه الثورة العرابية وتداعياتها.. ثم بسبب نفى الإنجليز للخديو عباس حلمى الثانى.. تم نفى شوقى بك نفسه إلى إسبانيا.
< كل="" هذه="" الزوايا="" تكمن="" وراء="" هجوم="" وهجاء="" شوقى="" للزعيم="" أحمد="" عرابى..="" ولذلك="" فإننى="" أفضل="" وطنيات="" شاعر="" النيل="" حافظ="" إبراهيم="" صاحب="" قصيدته="" الرائعة:="" مصر="" تتحدث="" عن="" نفسها..="" وأن="" حافظ="" كان="" يحيا="" من="" عرقه="" وبين="" الناس="" حتى="" بعد="" أن="" ترك="" الخدمة="" بالجيش="" المصرى..="" أقول="" ذلك="" رغم="" أعمال="" شوقى="" الوطنية="" التى="" حاول="" فيها="" التقرب="" من="" الشعب..="" ولكن="" لا="" أحد="" ينكر="" انتماء="" شوقى="" لطبقة="" الحكام="" والأمراء،="" ولأن="" عرابى="" وثورته="" كانت="" موجهة="" ضد="" الخديو="" توفيق="" الذى="" ارتمى="" فى="" أحضان="" الإنجليز-="" أعداء="" البلاد-="" لذلك="" كان="" موقفه="" غير="" الطبيعى="" من="" عرابى="" ورجاله="" وثورته..="" حتى="" إن="" حاول="" شوقى="" أن="" يكفر="" عن="" موقفه="" هذا="" بعد="">
< وليست="" هذه="" هى="" السقطة="" الأولى="" لأمير="" الشعراء="" أحمد="" شوقى،="" بل="" هناك="" سقطة="" أخرى="" لم="" ينكرها="" شوقى="" نفسه..="" وهى="" هذا="" البيت="" الشعرى="" الذى="" قاله="" ليودع="" شهر="" رمضان="" الذى="" صام="" فيه="" عن="" شرب="" الخمر..="" والذى="" يقول="">
رمضان ولى هاتها يا ساقى
مشتاقة تسعى إلى مشتاق
أى كم هو فى شوق لمقارعة كئوس الخمر، وأن شوقى يواجه به نهاية الشهر الذى حرمه من شرب الخمر.
< ورغم="" ذلك="" عندما="" جاءه="" خبر="" وفاة="" حافظ="" إبراهيم="" منافسه="" فى="" الشعر="" قال="" هذا="" البيت="" الذى="" يرثى="" فيه="" حافظ="">
قد كنت أوثر أن تقول رثائى
يا منصف الموتى من الأحياء
فهل كل ذلك من شياطين الشعر والشعراء.. أم هى من سقطات من اختاره شعراء العربية ليصبح أميراً للشعراء ولم ينتخب العرب أميراً للشعر بعده.. ولكن يبقى أن منح الشعراء للشاعر حافظ إبراهيم لقب شاعر النيل.