رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

منذ لقائى به أول مرة فى الهيئة العليا للوفد وجدته دائم الابتسامة الهادئة التى تعكس الرضا.. لم أسمع منه يوماً لفظاً جارحاً لأحد.. ولم أر منه خضوعاً لأحد.. عرفته شامخاً معتزاً بكرامته دون غرور عرفته خطيباً مفوهاً.. عرفته ودوداً مع الجميع من يختلف معه فى الرأى ومن يوافقه.. مؤهلاته ومقوماته وعلمه ودفاعه عن الحريات كمحام مفوه تترج لمرافعاته جدران المحاكم لقوة حججه فى الدفاع عما يؤمن به ويطمئن له تجعله يستحق مكاناً عالياً فى كل المحافل والمؤسسات.. لكنه ظل أبى عزيز النفس.. فاستحق تقدير الجميع.. فكان الاختبار والابتلاء عن مدى وصلابة إيمانه.. وفى أقل من عامين كان الابتلاء. 

إنه المستشار عادل بكار عضو الهيئة العليا والمكتب التنفيذى ورئيس اللجنة العامة للوفد بالغربية والمحامى المشهور.. وقبل كل ذلك الإنسان الشامخ بكرامته والنبيل فى زمالته.. والوفى فى عهده.. نعم فى أقل من عامين رحلت شريكة حياته ورفيقة كفاحه فبكى ألماً ووجعاً.. وابتسامة الرضا لم تفارقه رغم خلفية الدموع.. ولم تمض شهور إلا ولحق «أشرف» فلذة كبده ونور عينه بأمه.. فظل صابراً محتسباً عزيزه عند خالقه.

بكاه نهاراً وليلاً دون أن يرى أحد دموعه أو قل بكاؤه دماً ووجعاً.. وحرقة القلب.. وظل عادل بكار يخدعنا بقوة وصلابة وشجاعة.. رغم أن الألم والوجع كانا يفضحان حقيقة آهاته المكتومة.. إلا أنه صبر الصالحين ورضا أولياء الله بابتلاء الله.. ولأن للصابرين أجرهم.. وجاء الاختبار والابتلاء للمرة الثالثة.. فنعى الناعى صعود روح فلذة كبده الثانية ونور عينه الأخرى «المستشار محمد» إلى الخالق الباقى الحى الذى لا يموت وكل من دونه ميت وهو الباقى الله الرحمن ذو الجلال والإكرام.

لقد جاءنى الخبر وتخيلت قلب عادل بكار الأب والإنسان.. صمت عن الكلام, لكن قلبى ردد إنا لله وإنا إليه راجعون وأدركت أن قمة الإيمان هو الرضا بأمر الله.. هو السجود بذكر الله.. نعم أشعر بحرقة قلب الأب.. وأشعر بوجع عادل الأب.. وأشعر بأحزان لا أول ولا آخر لها.. لكن تأكد يا صديقى بل يا أستاذى الغالى والحبيب أن الابتلاء للأنبياء والصالحين.. وأن الرضا بقضاء الله هو ماء سلسبيلاً من عند الله سيطفئ الأحزان ويلهم وكل المحبين الصبر والسلوان.. ولا نقول إلا ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون» وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وليس بعد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم قول لبشر إلا الذكر الحكيم.