عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

كلنا نَحِنُّ للماضى.. ومن منا لا يحن لهذا الماضى.. ربما يحن إلى أكلة معينة.. أو أخلاق معينة.. أو حتى إلى تمشية على شط النيل مع ملابس زمان، ولو كانت ملاية لف ومنديل بأوية!! وهذا الماضى قد يكون حارة، أو زقاقا أو حتى زنقة أو عطفة.. ولكنها تحمل للشخص شيئا يجعله يحن إليه.. أنا نفسى أعشق الأطلال.. أحن إلى شوارع وحوارى دمياط القديمة ولا ينسى أى دمياطى من جيلى: حارة العيد، والساقية القلابة، وسيرك الحلو أو عاكف، ومازالت فى ذاكرتى الحلو الكبير مرتديا بدلة شاركسكين بامبو أمريكانى بيضاء اللون و يتدلى من جانبها المسدس الطويل أبو ساقية واقفًا وحوله عدد من الأسود والنمور.. ومازلت أحن إلى الفلوكة الصغيرة أم مجاديف التى كنت أستأجرها بخمسة قروش قبيل الغروب ولاّ فسحتنا بشارع النيل برأس البر وكل ما نحمله كيسا أو قرطاسا من الترمس تعلوه قرص من الحلبة المنبتة المرة عليها قطرات من الليمون.. وكل ذلك بنصف قرش!! يا بلاش.

< وأحن="" إلى="" طرب="" زمان،="" و="" كيف="" كان="" منا="" من="" يعشق="" عبدالوهاب="" القديم،="" وبالذات="" الجندول="" وكليوباترا="" و="" النهر="" الخالد="" وكل="" ما="" أبدع="" عبدالوهاب="" قبل="" عام="" 1950..="" وكاد="" البعض="" ينساه="" فى="" فترة="" البيات="" الشتوى="" الطويل="" مع="" قيام="" ثورة="" يوليو="" 52="" والبعض="" انطلق="" وراء="" العندليب="" الأسمر="" عبدالحليم="" وصافينى="" مرة..="" وأول="" مرة="" تحب="" يا="" قلبى..="" أما="" أم="" كلثوم="" فقد="" عشقت="" لها="" «هجرتك»="" التى="" كانت="" تشجينا="" بها="" إحدى="" زميلات="" الدفعة="" فيما="" بين="" المحاضرات="" فى="" مدرجات="" قسم="" الصحافة،="" ثم="" للصبر="" حدود="" وأيضا="" «سلام="" الله="" على="" الأغنام»!!="" و="" يا="" صباح="" الخير="" يا="" اللى="" معانا..="" وكيف="" كان="" المراهقون="" منا="" يعشقون="" ويرددون="" «أنا="" قلبى="" إليك="" ميال»="" أو="" إبداعات="" نجاة="" التى="" لم="" تعد="" صغيرة="" وكنا="" نستمتع="" بسماعها="" مقابل="" زجاجة="" مياه="" غازية="" من="" نوع="" اسباتس="" فى="" مسرح="" سينما="" رويال="" فى="" راس="">

< وكانت="" فسحتنا="" -="" عندما="" هبطنا="" القاهرة="" للدراسة="" أن="" نخرج="" عند="" الغروب="" نتمشى="" فى="" شوارع="" وسط="" البلد:="" فؤاد="" وقصر="" النيل="" وشريف="" ونتسكع="" أمام="" دور="" سينما="" مترو،="" وريفولى="" وكايرو="" وديانا="" رغم="" أننا="" نفضل="" دخول="" سينمات="" سان="" جيمس="" ولوكس="" وستراند..="" أو="" سينما="" روضة="" وجرين="" فى="">

وعشقنا نظافة شوارعنا، التى كان يتم كنسها وغسلها بالماء والصابون والبخار يوميًا.. أما الحوارى فقد تعودنا على مفتش النظافة ممتطيًا حماره وبين الشمسية والمنديل المحلاوى تحت البرنيطة صيفا وشتاء يراقب نظافة الشارع أو الحارة.. والغرامة المالية جاهزة لمن يلقى بريش البط وقشر السمك فى الحارة!!

< كان="" زمنًا="" جميلاً..="" ولذلك="" لا="" تسألونا:="" لماذا="" نَحنُّ="" لكل="" هذا="" الزمن="" الجميل="" الذى="" نفتقده..="" ولن="" ننسى="" نؤجر="" عجلة="" «بسكتلة»="" من="" عند="" المعجلاتى="" عند="" الغروب="" بدمياط="" والساعة="" بقرش="">

وقل للزمان.. ارجع يا زمان!!