مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة
فى ظل نظام العولمة وتطور العلاقات بين الدول و حاكمية المصالح الاقتصادية التى فرضت على مختلف الدول التعاون المشترك والانخراط فى تكتلات وكيانات اقتصادية و سياسية قوية تحمى مصالح أعضائها وتدافع عن حقوقهم وحيث يتحدد دور كل دولة فيها وفقا لما تتمتع به من مزايا نسبية فى الانتاج و الخدمات لتمنح التكتل القدرة على المنافسة فى عالم لا مجال فيه للكيانات الهشة أو الدول الضعيفة مما يلزم كل دولة ان تتعرف على إمكانياتها و قدراتها بكل دقة وتحدد دوائر انتمائها و الدول التى تتفق مصالحها معها ، فعلى مصر اعادة ترتيب اولوياتها فى علاقاتها الخارجية و تعديل مواقفنا و قراراتنا من القضايا الدولية وفقا لما يتحقق لنا من مصالح و مكاسب منها و انتهاج المذهب البراجماتى فى علاقاتها حيث تتحدد المواقف و العلاقات بالدول وفقا لما يتحقق من مصالح .
وعلى ذلك، يجب توظيف سياستنا الخارجية لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب لمصر و المصريين وعدم استهلاكها فى الدفاع عن حقوق و مصالح الاخرين بدلا من تحقيق مصالح الشعب المصرى و رفاهيته ورخائه كما حدث فى عهود سابقة حيث تورطت مصر فى صراعات و قضايا لا شان مباشر لنا بها و تورطت فى العديد من الحروب و أقحمت نفسها فى العديد من مناطق الصراع التى لا تخصنا و استنزفت الكثير من الموارد والطاقات دفعنا تكلفتها بالكامل و ما زلنا حتى الآن .. مما أثر على مستوى معيشة المواطن المصرى و رفاهيته.
ولذلك علينا التحرر من قيد الهوى و أن نعرف أنه ليس هناك صداقات دائمة او عداوات دائمة إنما هناك دائما مصالح قائمة ، فعلى مصر اعادة ترتيب اوراقها و مراجعة دوائر انتمائها، ففى المجال الافريقى عليها تركيز اهتمامها على دول حوض النيل و مد جسور التعاون معها فى مختلف المجالات لما يربطنا بها من مصالح استراتيجية مباشرة ، و كذلك الحال فى المجال العربى فلابد من تركيز اهتمامنا بالدول ذات المصالح الاستراتيجية المشتركة معنا كدول الجوار ليبيا و السودان ، و دول الخليج العربى خاصة السعودية و الامارات حيث الامن القومى المشترك معنا ، كما يجب تعزيز التعاون و توطيد العلاقات مع دول الشمال المتقدم لتدعيم مجالات حماية البيئة و حقوق الانسان و الديمقراطية و اقتصاديات السوق و لنقل التكنولوجيا ، و الاستعانة بالخبرات المتقدمة لتحقيق التحديث الشامل فى مختلف المجالات ،
و الاهتمام بتوطيد العلاقات المصرية الامريكية و تدعيم و تأكيد التحالف الاستراتيجى معها باعتبارها القوة العظمى الاولى فى العالم و صاحبة الكلمة العليا فى معظم المنظمات و الهيئات الدولية مع ضرورة توسيع دوائر الاتصال لتشمل الشعوب بالإضافة للحكومات ، و الاهتمام الخاص بدور الإعلام و تأثيره الشديد فى الرأى العام العالمى ، وإفساح المجال لمنظمات المجتمع المدنى لتقوم بدورها فى ذلك المجال.
كما يجب على مصر المشاركة بدور فعال و مؤثر فى تحقيق السلام و الاستقرار الإقليمى لدول المنطقة بالتعاون مع الدول صاحبة الشان فى ذلك و التى عليها المشاركة و تحمل نفقات و فاتورة التدخل المصرى بالكامل اذا دعت اليه الحاجة لتحقيق السلام و الاستقرار فى ليبيا او اليمن او سوريا او العراق و دفاعا عن امن الخليج باعتباره من أمن مصر القومى و الاستراتيجى.
و كذلك الحال فى قضية الإرهاب حيث تتصدى مصر لمواجهته بمفردها و تدفع وحدها فاتورة مكافحته من ميزانيتها الخاصة مما يستوجب مشاركة دولية فعالة معنا فى تحمل تلك النفقات ، فمصر عظيمة و يجب ان يتناسب دورها مع ثقلها السياسى و ريادتها ، على الا يكون عزفها منفردا و لكن يكون من خلال محاور و تكتلات تشاركها الاهتمام بنفس القضايا و تتحمل معها تكاليف و أعباء مواجهتها.