عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

ستظل ثورة 23 يوليو هى ثورة كل المصريين وهى الثورة التى نجحت لأنه قام بها أبناؤها الأحرار من رجال القوات المسلحة والجيش «الضباط الأحرار» أبناء مصر الحقيقيين لتحريرها من الاستعمار الذى جثم على أنفاسها آلاف السنين فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الملك فاروق ووالده الملك فؤاد هما من سلالة أسرة محمد على ولكنهم ليسوا فى الأصل مصريين هذا بخلاف الاحتلال الإنجليزى الذى جسم على صدور المصريين والاحتلال الفرنسى الذى وضع يده على قطعة غالية من أرض مصر ووضعها تحت سطوته وهى «قناة السويس» وهو ما لم يرضه أبناء مصر الأوفياء الأحرار أن تظل الحبيبة مصر طوال دهور كاملة تئن تحت وطأة الاحتلال مهما اختلف شكله أو مسمياته، خاصة أنهم خير أجناد الأرض فكيف إذن أن يسمحوا أن تظل أمهم ووطنهم الغالى تحت وطأة أى احتلال مهما كان؟ وفكروا فى تحريرها فكانت ثورتهم ضد الملك والإنجليز ووقف الشعب بجانبهم لأنهم حرروه من الاستعباد والاقطاع وآمن بهم وبثورتهم لأنها كانت ثورة خالصة من أجل الوطن وتحريره ولم يكن لهم أطماع فى سلطة سوى سلطة الشعب على قراره وأرضه.. ولذلك ظلت ثورة يوليو وبالرغم من مرور ٦٨ عامًا على قيامها هى أم الثورات المصرية لأنها نجحت بالفعل فى طرد الملك والمحتل وأصبحت مصر ولأول مرة منذ آلاف السنين يحكمها أبناؤها الحقيقين وكذلك نجحت فى تأميم قناة السويس المصرية وتحويلها إلى شركة مساهمة مصرية.

والآن نجنى نحن وأبناؤنا ثمار تلك الثورة التى أتت بثورات من رحمها قام بها الشعب المصرى، حيث ثار على الفساد والإفساد وقام بثورة 25 يناير.. ثم ثار على الاتجار بالدين من أجل السلطة وثار على خطف البلاد من جانب جماعة كانت ستعيد مصر من جديد إلى نيران الاحتلال فكانت ثورته فى 30 يونيه والآن الشعب يعيش ثورة جديدة ضد الإرهاب والداعمين له ويقوم بها أيضا أبناء مصر المخلصون من الجيش ولأنها ثورة وحرب ضد الإرهاب وخالصة لوجه الله، فإن إيمانًا خالصًا تجده من أبناء مصر لتلك الثورة ووقوفًا فى ظهر جيشه وشرطته.. ومهما فعل المغرضون سيظل الشعب فى ظهر جيشه كما وقف فى ظهره فى 23 يوليو 52 لتحريره من الاحتلال والإنجليز الآن يقف فى ظهره لتحريره من الإرهاب والإرهابيين وجماعات المتاجرة بالدين.

يا سادة.. يا مصريين علينا ألا ننسى نكسة 67 وهى تلك الذكرى التى كانت وما زالت وستظل نقطة سوداء فى تاريخ العرب وكفاحه المسلح ضد الاحتلال وأطماعه فى أراضيه وخيراته.. ولولا نصر أكتوبر المجيد 73 لظلت الأمة العربية تعيش موصومة الجبين.. ولهذا يا سادة كانت مصر وما زالت قلب العروبة النابض بالحياة والتحرر والانطلاق إلى الغد بخطى ثابتة.

فعندما قامت مصر بثورة 52 وحصلت على استقلالها لم تنس أمتها العربية وسعى الرئيس جمال عبدالناصر بكل قوته بدعم حركات التحرر فى الدول العربية من أجل الاستقلال.. ولكن الدول المحتلة لم ترض بذلك وزرعت لنا «إسرائيل» فى المنطقة «كمسمار جحا» وعفريت علبة «تخرجه للمنطقة من أجل إزعاج العرب  الدائم.. وقد بدأ ذلك جلياً بمشاركة إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر مع فرنسا وإنجلترا سنة 56.. وبعد ذلك عدوانها الغاشم على الأراضى العربية فى 5 يونية 67 والذى انتهى بخسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

يا سادة.. أعلم أننا جميعاً نعرف هذا التاريخ جيدًا ونعيه ونحفظه ولكن تذكيرى هنا لهذا التاريخ.. هو أن نعرف كعرب أننا أمة مستهدفة ولم ولن تتركنا تلك الدول ننعم بخيراتنا وأراضينا.. والدليل على ذلك أنه عندما قامت ثورات الربيع العربى التى حتى هذه اللحظة مازلنا لا نعرف هل كانت ثورات حقيقة أم مؤامرة على الدول العربية؟ ما أعرفه أننا فى مصر قمنا «بثورة شعب حقيقية» يكفيها أنها أنقذت الشعب المصرى من فساد وإفساد واستبداد 30 عامًا من حكم المخلوع والدليل أن ثورتنا حقيقية هو أن الدول الغربية وأمريكا لم تجعلنا ننعم بتلك الثورة وزرعت لنا إسرائيل جديدة أشد ضراوة وأكثر قسوة منها، هل تعلمون من هى إسرائيل الجديدة؟.. أنها «عصابة الإخوان المسلمين».. وجمعات الإرهاب المنتشرة هنا وهناك وهم لا دين لهم ولا ملة إلا مصلحتهم حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والجنسية والأرض والوطن والعرض فالذى يتنازل عن جنسيته.. ويقبل الأراضى التى قتلت وتقتل فى أطفال المسلمين والعرب هنا وهناك ما هو إلا صهيونى لا يعرف إلا أن يغتصب حقوقًا ليست له حتى ولو كان على جثة الآخرين.. ولكن مصر ستظل مصر وستنتصر كما انتصرت فى أكتوبر 73 فسوف تنتصر على الخونة والمأجورين.. ويكفى أن الرئيس السادات قد اختار يوم النكسة نفسه ليكون يوم الاحتفال بإعادة افتتاح قناة السويس عام 1975 أمام حركة الملاحة الدولية بعد ثمانية أعوام أغلقت فيها القناة بسبب العدوان الإسرائيلى، ليعلن فيه أن زمن الهزيمة قد انتهى وأن مصر استعادت قوتها وريادتها كما كان افتتاح قناة السويس الجديدة لهو الانتصار على الخونة والمأجورين والمعروفين بالإخوان المجرمين.

يا سادة.ومصر تحتفل هذا العام بالذكرى الـ ٦٨ لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فإن معطيات المؤامرة على الأرض لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أننا أمة مستهدفة، فالعدو التركى يهدد حدودنا الغربية مع الدولة الشقيقة ليبيا وجماعتهم الإرهابية ومرتزقة الحروب الذين جمعوهم من هنا وهناك قنابل موقوتة تهدد أولادنا لولا قيادتنا السياسية الواعية التى وضعت خطًا أحمر لحدودها وفوض برلمان مصر رئيسها باتخاذ ما يشاء من إجراءات لحفظ أمننا القومى.. ونحن نجهز أنفسنا لمواجهة هذا المحتل الجديد فوجئنا وفى الساعات الأخيرة، ورغم ضبط النفس الذى تحلت به القيادة المصرية.. بتصريحات مستفزة  للمسئولين الثلاثة الإثيوبين كانت أكثر استفزازاً، حيث هنأ آبى أحمد الشعب الإثيوبى بانتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، وقد أذاع التليفزيون الرسمى تسجيلاً صوتياً لرئيس الوزراء مدعومًا بصور جديدة للسد، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية تصريحًا أكد فيه أن سد النهضة سوف يعمل بكامل طاقته خلال عامين.. أما التصريح الأكثر استفزازًا فجاء من وزير الخارجية الإثيوبي، الذى كتب تغريدة  قال: «تهانينا، سابقاً كان النيل يتدفق، والآن أصبح فى بحيرة، ومنها سوف تحصل إثيوبيا على تنميتها المنشودة، فى الحقيقة.. النيل لنا»....

همسة طائرة.. يا شعب مصر ويا شعوب العالم المحبة للحريات والأوطان إننا نخوض حرب وجود من أجلكم جميعاً تتحملها مصر وحدها جيشها وشرطتها الكل عانى ويعانى فى كل العالم من الإرهاب الأسود.. والبلطجة الدولية والعربدة تحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة.. لا نطلب منكم المساعدة ولكن لا تكونوا منابر إيواء لهؤلاء الإرهابيين وأبواقهم والداعمين لهم فرغم الهزيمة والانكسار عبرت مصر إلى التحرر والانتصار.. ويا شباب مصر فلتؤمن بوطنك وجيشك ورئيسك ولتعلم أن مصر وأهلها فى رباط إلى يوم الدين فلتكن فى ظهر رئيسك الذى حمل كفنه من أجلى وأجلك وليعلم الجميع أن مصر سوف تعبر وتنتصر فى حربها الشاملة لأنها دائمة مقبرة الغزاة بالإرادة والتحدى.. أما شهر يوليو فسوف يظل شهرًا للتحرر من الاحتلال والإرهاب والبلطجة الدولية.