عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

:

 

من روايات إحسان عبد القدوس الرائعة رواية قديمة بغلاف أنيق اسمها رائحة الورد وأنوف لا تشم.. والحقيقة أنه كان يقصد المطلقات والأرامل الجميلات اللائى لا يتزوجن رغم جمالهن الصارخ، بسبب أنهن مطلقات حتى إنه كتب فى مقدمة الرواية عبارة تلخص الحكاية وقال: لدينا جحيم ملقى على الأرض اسمه المطلقات.. ما علينا يعنى مما كان يقصده الأستاذ إحسان عبدالقدوس.. وخلينا بقى هنا فى مصيبة الكورونا والكمامة لأننى من هؤلاء العباد الذين إذا وضعوا الكمامة اختنقوا واقتربوا من الموت بإسفكسيا الخنقة.. وأجد صعوبة بالغة فى فهم الناس الذين يخرجون بغرض الفسحة والتنزه وهم يضعون الكمامة وأعتبرها من الأعمال الخارقة، إذ كيف يتسنى للابس الكمامة اللعينة أن يتنزه وينعم بالهواء العليل وروائح الزهور فى النادى أو المتنزهات أو الشواطئ.. يبقى إزاى ده وبعدين لما يحب ياكل أو يشرب ينزل الكمامة وبعدين وهو فى السيارة لازم يلبس الكمامة وخصوصاً عند الكمين زى زمن الحزام كده.

المهم أننى سألت أناساً من الكمامة يختنقون والحقيقة أنهم أبدوا تعجباً كبيراً أيضاً وتساءلوا معى إذا لم يكن من الخروج بد، فلازم يكون للضرورة القصوى كإنجاز عمل مينفعش يتعمل أون لاين أو شراء أشياء من ضرورات الحياة لأنه حتى العمل أصبح من المنازل أفضل.

وهنا أجد تصريحات الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مهمة جدًا حول العمل أون لاين وأنه حتى بعد انتهاء جائحة الكورونا ستتغير مفاهيم وقيم العمل، حيث وصف العمل من المنزل بأنه بنفس الكفاءة والأداء والإنتاج.. وأن أزمة فيروس كورونا المستجد، غيرت ثقافة الناس وجعلتهم يستوعبون أهمية استخدام الإنترنت فى التعليم والعمل عن بعد، لما له من سهولة ويسر.

وأشار إلى تجارب ناجحة وأن أصدقاءه وأبناءه عملوا خلال فترة حظر التجول من خلال الإنترنت بنفس الكفاءة ومعدلات الأداء والإنتاج وقال إن العالم كله سيتجه نحو هذه الأنماط بعد زوال وباء كورونا.

ولعل أروع مثال لنجاح العمل أون لاين ما قاله السيد الوزير: «كنت فى لقاء مع شباب ووجدت فتاتين تعملان فى شركة أمريكية وهن فى المنيا بسبب تدريب أتاح لهما المنافسة فى سوق العمل واكتسبوا وظيفة فى مثل هذه الشركة والتى مقرها الولايات المتحدة».

إذن الحكاية أكبر جداً من كورونا ومن نمط العمل التقليدى وبيئة العمل القديمة والمكاتب المتلاصقة والهبل ده كله لازم يتغير لأنه زمن الهمبكة ولى إلى غير رجعة فى العالم كله وأصبح تقييم الأداء بالنتائج المحققة وليس بعدد ساعات التواجد فى مبنى الشركة أو المؤسسة أو الديوان وسخافة الحضور والانصراف والتوقيع فى دفتر التأخير والكلام الفاضى ده.. شكراً جزيلاً يا كورونا لقد دفعتِ العالم دفعاً إلى التغيير الإجبارى الذى كان يسير ببطء وملل رغم ثورة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات التى جعلت الدنيا وكأنها غرفة واحدة وليست قرية صغيرة واحدة كما قال مارشال ماكلوهان.