رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

لاشك أن الشباب قد قام بدور كبير وفاعل فى ثورة الثلاثين من يونيو حيث كان تشكيلهم حركة تمرد وما أصدرته من بيانات و ماقامت به من جهد كبير فى توزيع وجمع استمارات الرفض لحكم الاخوان من العوامل الحاسمة للحشد الشعبى للثورة وانجاحها.

وقد كان رد الفعل الطبيعى لذلك أن يحظى الشباب باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى سواء قبل أو بعد توليه رئاسة الجمهورية، وكم كان رائعا أن يستمع الرئيس وكل أعضاء الحكومة وكبار المسئولين فى الدولة للشباب بشكل مباشر فيما عرف بمؤتمرات الشباب التى عقد العديد منها على المستوى المحلى وفى مختلف المحافظات المصرية، وتطور الأمر ليعقد من خلال ذلك المؤتمرات الشبابية على الصعيدين الاقليمى والدولى وقد كان لكل هذه المؤتمرات مقترحات اتخذت على أساسها قرارات رئاسية غيرت وجه العلاقة بين الشباب وكافة قطاعات الدولة بحيث أصبح للشباب تواجدا فى كل المحافل وكل المصالح الحكومية حتى أصبح منهم وكلاء للوزارات ونواب للمحافظين.

ولاشك أن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة قد ساهم فى ضخ هذه الدماء الجديدة فى الأجهزة التنفيذية وبث روحا شبابية فى العمل الوطنى. ومع كل ذلك لا يزال الكثير من الشباب ناقما ورافضا وغير راض ويفكر فى السفر خارج الوطن، لا يزال الكثير منهم لايشعر بالانتماء الحقيقى للوطن ولنظامه السياسى !! وكثيرا ماشغلتنى هذه القضية وكثيرا مايشغلنى السؤال : لماذا هذا الموقف من شباب هذه الأيام ؟ وكم تترى على الذهن اجابات على هذا التساؤل مثل : إنهم لايقرأون تاريخهم ولم يتعلموا الانتماء فى مدارسهم ! إنهم شغفوا يالثقافات الأجنبية وأخذتهم وسائل التواصل الاجتماعى بعيدا عن متابعة أحبار بلدهم وفنون وآداب بلدهم...إلح. لكن الحقيقة أن هذه وغيرها أسباب ظاهرية تخفى وراءها أسبابا أهم تتعلق بنظامنا التعليمى والسياسى.

أما من جهة التنشئة السياسية للشباب فهى تكاد تكون معدومة فى بلدنا، ورغم أنه من المعروف لدى فلاسفة السياسة والتربية منذ أرسطو أن كل دولة تربى أبناءها على حب واحترام والانتماء بالتالى لنظامها السياسى فقد تناسينا نحن ذلك منذ زمن لدرجة أن أطفالنا الصغار لم يكونوا يعرفون النشيد القومى لبلدهم ولم يكونوا يحيوا علم بلادهم !! وذلك منذ أن سمحت الدولة بإنشاء المدارس الخاصة والمدارس الأجنبية فأصبحت منتشرة فى ربوع بلدنا وتجتذب الأبناء من معظم طبقات المجتمع للدرجة التى أصبحت فيها المداس الحكومية مقصورة على أبناء الطبقة الفقيرة غير القادرة على دفع مصروفات تلك المدارس الخاصة، وزاد الطين بلة أن كل هذه المداس حكومية وخاصة أصبحت فى غفلة من الزمان خالية من تلاميذها ولم يعد يقوم معلموها بالواجب التربوى والتعليمى المنوط بهم تاركين هذا الدور للمدرس الخصوصى والمراكز الخاصة بهذه الدروس !! وحتى على فرض انتظام بعض هذه المدارس فى العملية التعليمية فقد غاب عنها الدور التربوى فلا توجد أنشطة ولا اتحادات طلابية تدرب الصبية والشباب على المشاركة السياسية والقيادة ولا قدوة حقة يقتدون بها؛ فالمعلمون مشغولون بالجرى وراء الدروس الخصوصية وليس لديهم الوقت الكافى ليقوموا بهذا الدور التربوى التنويرى الذى كان هو الدور الموازى بل والأهم لدورهم التعليمى !!

وإذا واكب ذلك إعادة الاعتبار إلى التنشئة السياسية فى المداس والجامعات فيتدرب الأبناء على انتخابات مجالس إدارة الفصول واتحاد طلاب المدرسة صعودا إلى انتخابات اتحاد طلاب المدارس ثم الكليات والجامعات حتى تشكيل ما كان يعرف على أيامنا حتى منتصف السبعينيات باتحاد طلاب الجمهورية الذى كان يمثل ويعبر عن إرادة ومطالب وطموحات ملايين الطلاب فى المدارس والجامعات. ولامانع يمنع من أن يكون كل ذلك تحت اشراف المعلمين فى المدارس والأساتذة فى الجامعات لكنه الاشراف الذى يقتصر على التوجيه دون التحكم !! إن هذا هو التدريب الحقيقى على المشاركة السياسية والقيادة، وهذا هو الطريق السليم والوحيد الذى يفرز بحق المواهب القادرة على تكوين وإدارة النشاط السياسى والحزبى وعلى القيادة بوحه عام. إن الممارسة السياسية لا تتطور بأوامر عليا ولاتكون بعقد المؤتمرات والندوات وانما تتشكل تلقائيا بالوعى والممارسة منذ الطفولة المبكرة. فهل نحن جادون فى ادراك هذه الحقيقة أم سنظل ندور فى حلقات مفرغة متسائلين : لماذا قل انتماء الشباب وقلت مشاركتهم السياسية ؟!

[email protected]