عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

نفتخر جميعًا باللاعب العالمي محمد صلاح، ليس فقط لحصوله على لقب الدوري الانجليزي بعد غياب 30 عاما، ولكن لرفع اسم مصر في الخارج ولإعطائه أملا لكل من يشتكي من ظروف الحياة وقسوتها ويعلق فشله على شماعة الظروف والفقر وغيرها من الأسباب التي يتوهم الشخص أنها سبب عرقلته عن تحقيق هدفه، فلا يصبح أحد عالميا بين عشية وضحاها، فكل من تشاهدونهم عبر التلفاز وتسمعون عنهم وتتخذونهم قدوة ومثلا أعلى عانوا حتى وصلوا لما هم عليه، فصلاح لم يحالفه الحظ للالتحاق بجامعة كبيرة، بل فضّل الانضمام إلى معهد اللاسلكي بسبب الظروف المالية الصعبة التي عاشها كما لم يستطع الالتحاق بالثانوية العامة في مدينة بسيون، بسبب رغبته في التواجد بالقاهرة للانضمام لنادي المقاولون العرب، لمن لا يعرف كيف عانى منذ الصغر! فكان يسافر يومياً 6 ساعات من أجل التدريب، كما تم رفضه في البدايات من أكثر من جهة!

محمد صلاح مثل اي شاب طموح، كان لديه حلم منذ الصغر ولكن بالتأكيد كان أقصى طموحه أن يلعب كرة قدم مع فريق وليس كما كان وهو طفل يلعب كرة في الشارع مع أصدقائه! فعندما كان في السابعة من عمره كان يحلم أن يصبح مثل رونالدو! وفي سن 14 قام بتوقيع أول عقد له مع المقاولون العرب لتبدأ مسيرته نحو الاحتراف، وقال لم يكن هناك وسيلة مواصلات مباشرة من بسيون للقاهرة فكان يركب بحد أقصى 5 حافلات حتى يصل للمنزل ولكنه كان يتحمل ليصل لما يريد أن يصبح عليه الآن !وتخرج محمد صلاح في مدرسة حكومية.

وذَكّرّ أن من ضمن الصعوبات التي واجهها في سويسرا أنه لم يستطع فهم اللغة السويسرية وخاصة عدم قدرته التحدث باللغة الانجليزية وقبل أن يذهب الى تشيلسي أخذ دورات لتعليم اللغة الانجليزية ومن يشاهده الآن يراه يتحدث الإنجليزية بطلاقة! ثم ذهب لإيطاليا وتعلم اللغة الايطالية ايضًا!ا

آمن محمد صلاح بأن لا شيء اسمه مستحيل فاجتهد على نفسه وآمن بأنه يومًا ما سيصبح ما يريد وبالفعل أصبح بالإصرار والعزم والتحدي الذي يجعل المستحيل ممكنا! ففعل ما لم يستطع فعله الكثير ممن يلقبون أنفسهم بأنهم دعاة دين، فالداعي الحق هو من يطبق ما يدعو به على نفسه قبل أن يدعو الناس به، فحبب بأخلاقه وانسانيته الغرب في الدين وصحح مفهوم الاسلام للجميع، وخاصة بعد تصدير البعض صورة سيئة عن الإسلام، متخذين الدين ذريعة لتحقيق مآربهم ومصالحهم، فقد رأوا الدين أفعالا وعرفوا الإسلام من أعماله الخيرة مع أهل بلده وأبناء وطنه من أطفال وشباب، وشاهدوا مواقفه الإنسانية، كل ذلك دعاهم لمعرفة حقيقة الدين الإسلامي الذي يدعو للتسامح والحب والسلام، فمحمد صلاح قدوة لكل من ضاقت عليه دنياه وظن أن مصيره الفقر، فالفقر الحقيقي هو فقر الإرادة وقلة الاجتهاد وعدم المثابرة، فمن لديه حلم يجب أن يسعى إليه ويؤمن به ولا يهدأ حتى يحققه وليعلم أن طريق النجاح طريق صعب وطويل ولكن للنجاح طعم يُنسيك مرارة ما تذوقته من صعوبات ومآسٍ يومًا ما.

فالمسألة تتوقف على الشخص وارادته، فنجد اسرة فقيرة جميع الأبناء استسلموا للفقر وواحد منهم فقط لم يستسلم وكافح، وأحيانًا تجد أسرة غنية ولكن لا يوجد بها شخص واحد ناجح! فقصص هؤلاء الأبطال وغيرهم مما لا حصر لعددهم أعطوا لكل شخص سلبي دروسا في الأمل والتحدي والإرادة.

[email protected]