رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

كلمة عادل إمام الشهيرة فى مسرحية مدرسة المشاغبين التى أفسدت أجيالًا هى دى بقت مدارس يا جدعان.. المدارس كانت زمان أيام رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وزكى جمعة.. وطبعًا ضحكنا كتير ونسينا.. لكن الحقيقة المزعجة أن فعلًا المدارس التقليدية والتخصصات القديمة وطرق التدريس العتيقة لم تعد مدارس والدنيا كلها غيرت شكلها ومضمونها وأصبحت الدراسة والتخصصات أكثر ارتباطًا بسوق العمل واحتياجاته.

والعجيب فى الأمر أنه كان عندنا زمان من حوالى 40 أو 50 سنة أو أكتر مدارس قال إيه تعليم فنى اشى زراعى واشى صناعى واشى تجارى والحقيقة لم يكن الطلاب يتعلمون شيئًا وكان الداخل إليها ينظر له نظرة مش ولابد ويتنمر به وعليه زملائه لأنه لن يدخل الجامعة ولن يتعلم وفى النهاية لا هو صنايعى ولا هو متعلم.. وامتد هذا المرض وتلك المصيبة إلى التعليم العالى فأصبح لدينا خريجون ولكن لا يجيدون عمل أى شيء ولازم يكمل بكورسات لغات وكمبيوتر وحاجات كدة المهم أن التعليم المتوسط اللى كانوا بيقولوا عليه فنى ومعاه التعليم العالى تخلفًا كثيرًا عن متطلبات العمل وأصبح من الضرورى البحث عن تعليم يناسب ما يحتاجه سوق العمل فى مصر وخارجها.

وقلنا كثيرا هنا إن التعليم الذى ينفصل عن سوق العمل لا لزوم له، ولذلك كان توقيع بروتوكول إطلاق مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شيئا يجب الاشادة به وبما تفعله وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى هذا الصدد، حيث إنشاء مثل هذه المدارس بالاشتراك مع وزارة التعليم يحقق قفزة فى هذا المجال، ويقول الدكتور عمرو طلعت إنه يأتى فى إطار استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء مصر الرقمية، حيث يستهدف توفير كوادر فنية مؤهلة ومدربة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحاصلة على شهادات معتمدة دوليًا لتلبية احتياجات السوق المحلى والمنافسة على الصعيدين الإقليمى والعالمى وهناك حاجة لتوافر مثل هذه الكوادر.

وأكيد طبعًا سيسهم فى تغيير الصورة النمطية للتعليم الفنى والتقني، وبناء ثقافة جديدة تواكب تحديات ومتطلبات التعليم الحديثة وبالطبع تم تحديد التخصصات بالمدرسة بناء على دراسة الواقع العملى للاحتياجات الفعلية لسوق العمل من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا الحاسوب، وأنظمة الإلكترونيات، والأنظمة الكهربائية، وإعداد المناهج وفق المعايير العالمية.

وبالطبع هناك حاجة ملحة لإطلاق المزيد من مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مختلف المجالات الاقتصادية والخدمية وتخصصات جديدة تناسب مهن المستقبل، وهذا هو الاستثمار الحقيقى فى رأس المال البشرى بما يضمن مستقبلًا مزدهرًا لخطط التنمية الاقتصادية.

هى دى بقى المدارس بجد يا جدعان اللى يجب أن يسعى كل الطلاب والطالبات للالتحاق بها لأنه ببساطة سيجد عملًا فور تخرجه سواء فى مصر أو فى شركات انترناشونال وبأجور مجزية يعنى بصراحة عمل حقيقى مش مجرد وظيفة ويجب أن تتخلص ثقافة المجتمع من أى أفكار بالية تحط من شأن التعليم الفنى وتنظر إلى خريجى الجامعات نظرة أعلى.. هذه نظرة متخلفة لأن العالم كله الآن لا يسألك معاك شهادة إيه ولكن انت بتعرف تعمل ايه، وهل ما تتقنه يحتاجه الناس ولا إيه، انسوا بقى التعليم العالى القديم وشوفوا الدنيا رايحة فين.