عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بحر اللغة

 لماذا أكتب؟ سؤال يرد كثيرا على ذهن عشاق الورقة والقلم ، وغالبا ما يرد فى أوقات عاصفة بالأفكار المتصارعة بداخل كل كاتب ، متسائلا: أكتب عن هذا؟ أم اكتب عن ذلك؟ اتلك الفكرة أفضل من هذه؟ أم ذلك يحتاج إلى وقت يكون البال فيه فى ظروف أفضل؟   و يظل الكاتب فى حوار ذهنى عاصف ببن كل هذا إلى أن تفرض الفكرة نفسها على مساحة براح الورق..  وفى ذلك ما يغنى عن أن نبحث عن إجابة السؤال المطروح فى مقدمة هذه السطور...  لماذا نكتب ؟

نحن نكتب لنريح شيئا بداخلنا ، هو الأكثر إلحاحا ونتوءا من عواصف افكار هوجاء أخرى...  نحن نكتب لكى نحاور الأمل فى حياتنا حوار الخير والبناء.. نحاور فى « بحر اللغة » فراشات لغوية ، لا تهدأ ولا تسكت ، تستعملها ألسنة حياتنا المعاصرة ،  وتمسك بها الأقلام ، لتستقر على أوراق الكتاب مدهشة، فتفتح أبواب نقاش الفكر والوعى والإبداع...

أنا لم أقل بعد ما تلح الفكرة هنا على أن يقال، أو أن يكتب..  نعم ، لأننى لم أذكر كلمة «البسملة» ولا «الحوقلة » ولا«الصلعمة»... تلك كلمات تبرز حراك العقل اللغوى العام.. لإنتاج ما يوائم إيقاع الحياة وسرعته وصخبه..

«البسملة» اختصار :بسم الله الرحمن الرحيم..  و«الحوقلة»ا ختصار:لا حول ولا قوة الا بالله... و«الصلعمة» اختصار:صلى الله عليه وسلم...  والاخيرة تكتب بعد ذكر اسم النبى الكريم ، ولا تنطق فى الحكى المتداول بين الناس...  الغاية من تلك الكلمات فى وجودها اللغوى الجمعي :الإيجاز والاختصار والاستثمار للوقت، لأن الوعى يختزن مقولة الأجداد:  الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ! وللتعبير عن استساغة «البسملة» وكثرة الاستعمال لها.. اختارها البعض لتكون اسمًا لفتياتنا بعد ميلادهن.. تيمنا ب«بسم الله الرحمن الرحيم»...

استشعر الآن بعضا من هدوء الفكرة هنا ، فلقد ذكرت من بعض الوجوه أمورا تحدث فى حياتنا اللغوية وبعفوية شديدة، تماما مثل دقات قلوبنا التى لم تتوقف منذ الميلاد ، ولا نشعر بها إلا إذا دققنا وأصغينا وركزنا فيها ومع قلوبنا... يا بحر اللغة! كم فيك مما يستحق الصيد والتأمل !