رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

 

أتحدث عن رجاء الجداوى رحمها الله.. رمز المقاومة والشياكة فى حياتها ومماتها.. قاومت الزمن وقاومت المرض أيضاً.. ربما لا أكتب عن قضايا الفن والفنانين، ولا أعرف ماذا قدم فلان أو علان، ولا ماذا ترك.. فهناك من هم أقدر منى على ذلك.. لكن رجاء الجداوى على امتداد مشوارها الفنى قدمت شيئاً لم يلتفت إليه الكثيرون.. قدمت حالة من الرقى الأخلاقى والشياكة فى كل مراحل حياتها.. وكانت رمز المقاومة.. كنت أتمنى لها أن تنتصر هذه المرة لكنها استسلمت للمرض اللعين بعد قضاء 43 يوماً فى العزل، وملأت شائعة وفاتها فضاء الإنترنت عدة مرات!

وكان البعض، للأسف، يعد الأيام عليها.. ويتحدث عن وفاتها.. وهى لا تعلق وتقرأ الأخبار وكانت ترد بقولها أشكر اهتمامكم متستعجلوش.. وذكرتنا بالفنانة صباح التى انتشرت شائعة وفاتها كثيراً، فردت على الناس سامحونى لقد أطلت عليكم.. لم نسمع منها كلمة خارجة مطلقاً، ولا تعليقاً خارج الموضوع.. الأمر الذى لفت انتباه الرئيس فى واحدة من المناسبات حين قال لها «أستاذة رجاء أنا بشكرك جداً جداً.. وربنا يديكى الصحة ويكرمك.. وهتفضلى طول عمرك شيك جداً.. أوعى تفتكرى إنى بقولك شيك على اللبس بس.. لا والله.. شيك فى كل حاجة.. ربنا يديكى الصحة».

وهنا بكت الفنانة الراحلة على المسرح، وردت على الرئيس بقولها: «أنا أخدت أعلى وسام النهاردة.. متشكرة جداً يا فندم».. فقد كانت رمز الشياكة والجمال.. وهى التى كانت ملكة جمال مصر عام 58 وظلت تحافظ على ذلك حتى رحيلها.. الأهم أنها تحملت المرض حتى تم فك الحظر لترحل وكل محبيها حولها، ولو ماتت منذ أسبوع لربما لم يخرج وراءها أحد.. كأنها انتصرت فى معركة المرض حتى كسبت وقتاً، وحتى تغيرت كل الإجراءات، وهو تكريم ما بعده تكريم!

وهى تشبه وفاة الرئيس مبارك.. الذى رحل قبل دخول البلاد حالة الإغلاق بعد انتشار «كوفيدـ19» وحضرت مراسم تشييعه جموع المصريين، بكل الفئات دون أن يكون هناك مانع من مرض أو إجراءات احترازية.. وهو تقدير وتكريم أشاد به أبناء مبارك أنفسهم.. وهى فى تقديرى نفس المشاعر التى تشعر بها ابنة رجاء الجدوى السيدة أميرة مختار، خصوصاً بعد التفاف الفنانين حولها والدعاء لها!

فى الحقيقة كنت أتمنى لها أن تقاوم المرض وتنتصر عليه.. كنت أريدها أن تعطينا الأمل، إنها تستطيع، وإننا من بعدها نستطيع.. لكنها فى النهاية استسلمت فى الوقت الذى يجعلها «سعيدة» لحظة المغادرة!

وهكذا ودعتنا رجاء وهى فى كامل الأناقة والشياكة التى عاشت تنشرها بين الناس فى فنها وحواراتها الإذاعية والتليفزيونية.. حتى حظيت بتقدير كبير من الناس ومن الرئيس أيضاً.. وداعاً رجاء الجداوى.. الله يرحمك.