رؤية:
• سألت صديقى المهندس حاتم حسن رئيس الجهاز التنفيذى لمارينا.. ما الذى جرى فى مارينا يا عمدة؟.. قبل ثورة يونيه بعت شاليه فيها وحصلت على ٨٠٠ ألف جنيه.. من أيام عرضت على الذى اشتراه أن أدفع له ضعف المبلغ وأسترده، فاعتذر وطلب ثلاثة ملايين جنيه، نفس الشيء سمعته من شركة الإدارة أن عددا من الذين باعوا وحداتهم السكنية عرضوا عروضا مغرية لاستعادتها، لكن المشترين رفضوا فسخ عقود البيع.
• رد عمدة مارينا المهندس حاتم حسن قائلا: لا تسألنى لماذا تمردت بعد أن جددت نفسها وأصبحت أجمل عروس فى الساحل الشمالى مع أنها كانت منذ سنوات مهملة، فقدت بريقها الذى كانت مشهورة به كمنتجع الصفوة.. كلامه أعادنى إلى مشهد عايشته وشاهدته ومارينا فى قمة الجمال، رغم أنها كانت أول منتجع حكومى تقيمه وزارة الإسكان على مساحة ٩٧ كيلو ويتمركز فى أرقى منطقة على بحر الساحل الشمالى، وقد كان لهذا المنتجع ضجة ورنة ليس لأن الذين يقيمون فيه من الصفوة، بل لأنه ضم إليه كبار الشخصيات من القضاة واساتذة الجامعات ورجال البيزنس المريشين، وكانت مارينا طوال أشهر الصيف تتمتع بحراسة أمنية خاصة على اعتبار أن حبيب العادلى كان أحد سكانها.. فأقاموا مركز شرطة داخل مارينا، وكانت سيارات النجدة تتمركز على نواصى شوارعها، وفوق الكبارى، وكانت حلل المحشى ممنوعة من دخول الشواطئ حيث كان دخول الزوار يخضع لتفتيش غير عادى، وكانت شواطئ المحجبات والهوانم تتمتع بحراسة خاصة.. ومحظور على الشباب الاقتراب منها..يعنى بالعربى شهدت مارينا أياما لم يشهدها أى منتجع جديد أو قديم فى الساحل الشمالى طوال عصر مبارك.. لدرجة أنه كان يلقى نقدا وهم يطلقون عليه مجتمع الأثرياء.
• بعد سقوط حكم مبارك، سقطت هيبة مارينا، باعتكاف الوزراء ورجال البيزنس عنها، وانطفأت الأنوار وضاعت الهيصة، لم تعد الطوابير على الابواب بنفس الكثافة التى كانت عليها، وعاد رجال الشرطة إلى مواقعهم، بعد انقطاع حبيب العادلى عن مسكنه فى مارينا، حتى الرجل الذى كان سببا فى بناء مارينا انقطع عن زيارتها، لقد اغلق المهندس محمد إبراهيم سليمان بيته.
• حاولت شركة الإدارة واتحاد الملاك أن تنتشل مارينا من حالة التدهور التى أصابتها أيام حكم الإخوان وكان سكان مارينا يبدون تخوفهم من اقتحام رجال الإخوان لبيوتهم، وبعد سقوط حكم الإخوان استردت عافيتها وتشكل مجلس ادارة جديد لاتحاد الملاك بعد استقرار الفريق أحمد شفيق فى دبى، فانتخب المستشار رجائى عطية بالتزكية واصطدم مع الجهاز التنفيذى لمارينا فاستقال، وما حدث معه من مضايقات حدثت مع الدكتور فاروق العقدة الذى استقال أيضا، ثم تولى المستشار محرم هلال مسئولية الإدارة ولأول مرة يواجه الدكتور مصطفى مدبولى بعنترية رئيس الجهاز الذى يشوه صورة هيئة المجتمعات مع السكان، رغم نجاح اللواء عبد القادر فريد الذى كان العضو المنتدب لشركة الإدارة فى تذويب الخلافات..
• وتحدث المفاجأة.. إذ يفاجئ الدكتور مصطفى مدبولى سكان مارينا بتعيين المهندس حاتم حسن رئيسا لجهاز مارينا ومنحه صلاحيات بعودة مارينا إلى قمتها.. فعلا كان تعيينه أحلى هدية لمارينا، فقد كشف الرجل عن شخصيته فأحبه سكان مارينا يوم أن تنازل عن العائد من إيجارات الشواطئ وخصصه لتجديد شبكة الصرف، كما حصل على موافقة رئيس الحكومة بتخصيص حق الانتفاع المحصل من السكان فى أعمال التطوير.. وكان الدكتور مدبولى يفاجئه بزياراته، كما كان للمهندس عاصم الجزار بعد تعيينه وزيرا للإسكان دور كبير فى دعمه.
• ونجح رئيس جهاز مارينا فى تحسين الخدمات لجميع السكان، ورفع كفاءة الطرق لمعظم المحاور الرئيسية، وإعادة الرصف والإضاءة لجميع شوارعها.. ومن أهم الانجازات إقامة محطتي تحلية مياه البحر بطاقة ٥٠٠٠ متر مكعب لكل محطة، كما تم الانتهاء من أعمال التكريك بالبحيرات الصناعية فى جميع مناطق مارينا لتأمين الرياضات البحرية، وإحياء الشواطئ الرملية.. ولأول مرة يتم التواصل بين المهندس حاتم حسن وبين السكان بعد الشعبية التى حصل عليها بمنحه لقب عمدة مارينا.. فيصبح بينه وبين السكان موقع على شبكة الواتساب لاستقبال شكواهم ومتابعة إزالتها الفورية على الطبيعة..
• الآن.. ماذا تنتظرون من مارينا بعد أن وصلت إلى هذه المكانة الجمالية، هل تستكترون عليها هذا الدلال؟.. أليس من حقها أن تتدلل وتتمرد؟.. أكيد لستم فى حاجة الآن إلى سؤال المهندس حاتم حسن عن سبب تمرد مارينا.. بعد أن عرفتم الأسباب.