رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

فشلت إدارة ترامب فى وقف نشر كتاب «جون بولتون» مستشار الأمن القومى السابق فى البيت الأبيض، وصدر الكتاب كما كان مقرراً له فى 23 يونيو الجارى والذى جاء تحت عنوان (الغرفة التى شهدت الأحداث). فشل ترامب فى وقف إصداره ومنع توزيعه بدعوى احتوائه على معلومات تضر بالأمن القومى الأمريكي. ولا شك أن نشر الكتاب يعد فاجعة لترامب لكونه يلقى ضوءاً سلبيا على شخصه ورؤيته السياسية وسلوكه كمسئول فى البيت الأبيض يضطلع برسالة القيادة. ويظل الاختلاف كبيرا بين الشخصيتين، فترامب رجل أعمال براجماتى يقيم السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومى من منظور المصالح بينما جون بولتون سياسى عقائدى يقيم السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومى الأمريكى من منظور أيديولوجى.

عندما تقلد بولتون منصب مستشار الأمن القومى حركته نوازعه للقيام بإصلاحات تشمل حماية الأمن القومى فى فترة عاصفة زاد فيها التحدى الاستراتيجى الروسى والصينى وسادتها طموحات ايران النووية وتهديدات كوريا الشمالية، بالإضافة إلى اضطرابات فى سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان. لم يتردد فى العمل مع ترامب ظنا منه أنه سيكون قادرا على لجم نوازعه والتحكم فى نزواته وشطحاته، والسيطرة على انفلاته غير المحدود. لقد أراد بولتون أن يفضح ترامب، ويظهره غير مؤهل للرئاسة ولهذا أعرب عن أمله فى ألا يفوز بولاية ثانية. وفى الكتاب يسلط الضوء على ترامب بوصفه الرجل الذى سيذكره التاريخ كرئيس شغل ولاية واحدة وأغرق البلاد فى دوامة انحدار لا يمكن للأمريكيين النهوض منها.

ولا شك أن صدور الكتاب يعد انتصارا كبيرا لبولتون وهزيمة ساحقة لترامب، فلقد رفض القاضى الأمريكى وقف نشره قائلا: «لقد حدث الضرر وانتهى الأمر، ولا يمكن تغيير ما حصل». وبالتالى لم تتمكن إدارة ترامب من إثبات أن المنع القضائى هو الحل المناسب الذى يجب أن يحدث. ولقد سبق نشر الكتاب حصول وسائل إعلام عديدة على قسم كبير مما تضمنه الكتاب من انتقادات حادة لترامب حيث اعتبر بولتون وهو المنتمى للحزب الجمهورى وأحد صقور اليمينيين أن ترامب غير مناسب للمنصب لكونه متهورا فقير الاطلاع بشكل مذهل، وجاهلا بحقائق على الأرض ومن بينها حقيقة أن بريطانيا قوة نووية، إذ أنها الدولة الثالثة بعد أمريكا، وبعد الاتحاد السوفييتى الذى اختبر سلاحا نوويا عام 1952. ومن ناحية أخرى يقول بولتون إن جلسات المعلومات الاستخبارية التى يحضرها ترامب لم تكن ذات جدوى لأنه فى معظم المناسبات يتكلم أكثر من الخبراء فى أمور لم تكن لها علاقة اطلاقا بالمواضيع قيد النقاش.

ويتحدث بولتون عن أن «جون كيلى» رئيس موظفى البيت الأبيض حذره عندما بدأ عمله كمستشار للأمن القومى قائلا: «هذا مكان سيئ للعمل وستكتشف ذلك بنفسك». كما أن «مايك بومبيو» وزير الخارجية وصف ترامب فى رسالة: «بأنه ينضح بالقذارة إلى حد شجع موظفى البيت الأبيض بمن فيهم حلفاؤه على السخرية منه». وهكذا ظهرت صورة ترامب مهترئة ضعيفة مهزوزة وبالتالى بدا البيت الأبيض مختلا تماما تحت إدارته، وظهرت الاجتماعات وكأنها شبه معارك صبيانية عوضا عن أن تكون جهودا حقيقية لصياغة السياسات فى دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية.