رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

 

 

 

تشجعت حكومتنا وقررت بالأمس بناء على ماحدث فى معظم دول العالم من الغاءات لحظر التجوال واجراءات العزل، وبناء على كثرة المطالبات الشعبية وخاصة من الطبقة الدنيا الكادحة فيما يسمى العمالة غير المنتظمة، قررت أن تضعنا فى مواجهة كورونا مباشرة ؛ فألغت حظر التجول وفتحت أمامنا المحلات والمولات حتى العاشرة مساء وكذلك المطاعم والكافيهات بشرط ارتداء الكمامات الواقية. ولاأدرى كيف سيرتدى مرتادو المطاعم والكافيهات الكمامة وهم قد ذهبوا أصلا للأكل والشراب !! وفى كل الأحوال فقد أصبحنا وأفراد حكومتنا معنا مسئولين عن تصرفاتنا فى مواجهة هذا الفيروس اللعين ؛ فإما أن نلتزم بارادتنا الحرة وبدون ضغوط من أحد باتخاذ الاجراءات التى تحمينا من الاصابة سواء مارسنا على أنفسنا العزل والتزام المنازل بقدر المستطاع أو أن نخرج إلى الشوارع والمولات والنوادى والكافيهات غير عابئين بأى شيء وكأننا بذلك نقوم بعمل هجمة مرتدة على فيروس كورونا كما يحدث فى عالم الكرة ؛ فإما أن يخاف منا الفيروس ويهرب بعيدا عنا ناجيا بنفسه ومن ثم ننتصر عليه بتسجيل هدف النصر أو يعاندنا ويستعيد كل قوته الضاربة ويرد علينا الهجمة بأشد منها ومن ثم يزيد من شراسته وتكثر أعداد قتلاه والمصابين به !

 والسؤال الأن ماذا نحن فاعلون اذن اذا ما انتصر علينا وزادت الاصابات به ؟! لن يكون أمامنا حينئذ إلا أن نعود إلى سابق العهد فنلزم المنازل وستكون الحكومة مضطرة لاتخاذ القرار الذى كان واجبا اتخاذه منذ بداية انتشار الفيروس فى بداية مارس الماضى أو حتى فى نهاية شهر رمضان واجازة عيد الفطر المبارك الماضى وأعنى قرار حظر التجول الشامل فى البلاد ووقف كل الأنشطة الليلية والنهارية لمدة لن تقل عن خمسة عشر يوما. وفى هذا ما فيه من وقف حال العباد والبلاد لكنه سيكون اجراء ضروريا لابديل عنه !!

 إننا اذن دخلنا بقرارات الحكومة الجديدة بشأن رفع الحظر الكامل وعودة معظم الأعمال والأنشطة من بداية يومنا هذا فى امتحان صعب وشديد الصعوبة !! فإما النجاة وإما الموت. وقد أصبح لزاما على الجميع الحذر الشديد، فالوقت ليس مناسبا أبدا لإطلاق النكات والشائعات بل هو وقت الجدية والالتزام، واذا كانت الحكومة قد نزلت على إرادة البعض برفع الحظر أو بالسماح بفتح المطاعم والمقاهى فإن من واجبنا من منطلق الحفاظ على حياتنا وحياة الآخرين التزام الحذر الشديد فى الذهاب إلى هذه الأماكن التى سنضطر فيها إلى خلع الكمامات. ولنا أن نتصور أن "عطسة واحدة " من شخص مصاب وهو لايدرى فى مكان ما من هذه الأماكن المغلقة كفيل بتحويل كل من فيه إلى حاملين للمرض ومن ثم يكون كل مخالطيه ومخالطيهم فى وسائل المواصلات العامة وفى المنازل وأماكن العمل معرضين كذلك للاصابة بهذا المرض اللعين الذى لاعلاج له حتى الآن ولا وسيلة ناجعة للوقاية منه رغم كل التصريحات وكل الأحاديث التى نسمعها صباح مساء عن اقتراب التوصل لهذا وذاك.

مرة أخرى أؤكد أن الحكومة بقرارتها تلك قد تخلت ولو مؤقتا عن التعامل الحذر مع كورونا المستجد، وربما تصورت خطأ أنه يمكن التغلب عليه بتقادم عهدنا به وطول عشرتنا معه خلال المائة يوم السابقة!! لكن الحقيقة التى لا تزال هى الحقيقة الوحيدة فى الموضوع أنه فيروس قاتل وشديد الشراسة وسريع الانتشار ولاتؤثر فيه حرارة الجو أو قلة الحذر.

ولذلك فأملنا فى الله وحده فهو الذى أرسله إلينا وهو الذى بكرمه ورحمته بنا يمكنه أن يزيحه عنا ويرحمنا منه. إن علماء العالم وجامعاته ومراكزه البحثية لايتوقفون لحظة ولن يتوقفوا عن البحث عن الدواء الذى يمكنه أن يشفى المريض به واللقاح الذى يعصمنا مستقبلا من الإصابة به. وإلى أن يحين هذا الوقت الذى سيتوافق مع إرادة الخالق علينا – رغم قرارات الحكومة التى فتحت أمامنا كل الأعمال وكل الأنشطة لنعمل ونستمتع – أن نلتزم الحيطة والحذر ؛ ففى الوقت الذى نمارس فيه الهجمة المرتدة على هذا الفيروس اللعين سيحشد كل قواه لتتحول الهجمة إلى صدورنا نحن. وقانا الله واياكم حكومة وشعبا من شر هذه الهجمة المحتملة الجديدة اذا حدثت لاقدر الله.

[email protected]