كلمة عدل
ما زال الحديث مستمرًا بشأن رؤية المشروع الوطنى المصرى للسياسة الخارجية مع دول العالم، ومن بينها العلاقات المصرية ـ الأمريكية، والتي ترتكز على مفهومين مهمين، الأول تكريس فكر الدولة الوطنية، وإيجاد الحلول لأية مشكلة من هذا المنطلق، أما المفهوم الثانى فيعتمد علي الحلول السياسية التي تعد وسيلة شرعية آمنة لمواجهة التحديات والمشاكل التى تواجه المنطقة والإقليم. وقد تحدثنا عن ذلك تفصيليًا خلال الأيام الماضية.
إضافة إلى كل ما تقدم، فإن العلاقات المصرية ـ الأمريكية التى تتميز بأنها علاقة شراكة استراتيجية، ولا نكون مبالغين فى القول إذا قلنا إن الولايات المتحدة أكبر شريك اقتصادى لمصر منذ حقبة السبعينيات وحتى الآن.
وقد وقعت مصر العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع أمريكا خلال السنوات الماضية بعدة ملايين من الدولارات فى قطاعات مختلفة من بينها الاستثمار والتعليم والصحة والزراعة، ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة علي رأس الدول المستثمرة فى مصر بملايين الدولارات، وتعد هذه الاستثمارات ما يزيد علي ثلث الاستثمارات المباشرة فى إفريقيا، ومن بين هذه الاستثمارات ما يتعلق بالبترول، حتى إن حجم استثمارات شركة أباتشى فى هذا المجال تعدى المليارات من الدولارات نضيف إلى ذلك الكثير جدًا من التبادل التجارى بين البلدين سواء بشكل ثنائى مثل الصادرات أو الواردات أو فى أشكال أخرى مثل اتفاق الكويز. وارتفع بشكل واضح حجم التبادل التجارى فيما يتعلق بالصادرات أو الواردات. وطبقًا لرؤية المشروع الوطنى الموضوع للبلاد منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، زادت هذه الاستثمارات بشكل ملحوظ وواضح. وتعد المنتجات البترولية أكبر حصة مصرية فيما يتعلق بالصادرات للولايات المتحدة.
إضافة إلي كل ما سبق نجد أن المنتجات الزراعية والآلات الصناعية أكبر نسبة من الواردات الأمريكية لمصر، والمعروف أن مصر أكبر سوق للصادرات الزراعية الأمريكية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أن هناك نظامًا مهمًا هو قيام مصر بتصدير بعض المنتجات المصرية إلى السوق الأمريكى وإعفائها من الجمارك.. والمعروف أن مصر تعد رابع أكبر دولة فى المنطقة للصادرات الأمريكية للشرق الأوسط.
كل ذلك يأتى فى إطار تحقيق المشروع الوطنى المصرى للمصلحة المصرية وتحقيق الخير للشعب المصرى بما يتوافق مع الرؤية المصرية التي تسعى إلى تأسيس وبناء الدولة العصرية الحديثة التي قطعت فيها مصر شوطًا كبيرًا من خلال الإنجازات علي صعيد التنمية المستدامة أو العلاقات الخارجية الناجحة مع جميع دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة.
.. وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد