رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

فاجانأ الرئيس وربما فاجأ العالم بما أرسله من رسائل مهمة جدًا لحل المشكلة الليبية بالطريقة التى تراها مصر وتفرضها.. فقد استيقظنا واستيقظ العالم على الرئيس وهو فى قاعدة برانى بالمنطقة الغربية على حدود ليبيا ومشهد الاصطفاف العسكرى يقول كل شيء.. ويرسل رسائل بعلم الوصول لجميع الأطراف.. وبالتالى لم يكن غريبًا أن تتحدث الخارجية الأمريكية عن حل، وتحدث اتصالات تركية وقطرية بعد ساعات  ويكون هناك رد فعل سعودى وإماراتى أيضًا!

وأتوقف هنا بعد مشهد الاصطفاف عند تعبيرات بعينها أطلقها الرئيس حين أعلن قائلًا: «يخطئ من يتصور أن حلمنا ضعف.. ويخطى من يتصور أن صبرنا تردد، ولكنه كان بهدف استجلاء الموقف» وكأنه يرد على أى تأخير حدث فى الموقف المصرى، وهو كلام مهم جدًا للشعب، ويرد على كثير من الأسئلة!

ولا يعنينى هنا موقف الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعى.. أتحدث عن موقف الوطنيين المهمومين بموقف مصر واستعدادها.. قال الرئيس إن مصر لا تتردد ولا تضعف ولا تلين.. ولكنها تدرس كل تحركاتها، وتستجلى الموقف تمامًا، ولذلك قرر خوض المعركة إذا كانت القبائل الليبية ستدعوه للدخول وتسير أمام الجيش.. ثم إنه لا يدخل لكى يبقى ولكن ليقر حقيقة ثم يعود!

ويصدمنى أن يظهر معارضون للموقف المصرى.. يقولون لماذا لا يذهب إلى اثيوبيا، بينما يذهب ليحارب تركيا فى ليبيا؟.. وهؤلاء بالتأكيد ليسوا مشغولين على نهر النيل، ولكنهم يريدون ان يصفو الجو لتركيا فى ليبيا لأنهم من أنصار السلطان التركى.. ويوسعون له الطريق لدخول المنطقة.. هؤلاء لا اعتبار لهم بالمرة ومصر هى التى تحدد اولوياتها وتفرض معاركها.. وقد اختارت ان تذهب إلى مجلس الأمن فى قضية سد النهضة، وأن تذهب إلى الحرب لتواجه تركيا وهى ادرى وعندها تقدير موقف لكل شيء!

وينسى الأغبياء والخونة أن مصر لا تتدخل بهدف التدخل ولكن تفعل لحماية وتأمين الحدود الغربية المصرية بعمقها الاستراتيجى، من أى تهديدات للميليشيات الإرهابية أو المرتزقة، والهدف هو استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى وغاية ذلك وقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء، وإطلاق تسوية سياسية برعاية أممية وفق مخرجات مؤتمر برلين.. وهى النغمة التى عبرت عنها تصريحات دولية كثيرة طوال أمس!

وقد استقبلت الأطراف المعنية تكليفات الرئيس للجيش بتنفيذ مهام داخل الحدود أو خارجها بالاهتمام اللازم ورأينا من ينحاز إلى موقف مصر ويدعو إلى وقف إطلاق النار، بعد أن تظاهرت القبائل فى سرت لدعوة جيش مصر بالتدخل!

ومعناه ان الرئيس غيّر المعادلة وقلب الترابيزة، حين ارسل رسائله القوية عن الردع وجاهزية الجيش للتحرك والتدخل، وقال مشهد الاصطفاف كل شيء، دون أن يطلق رصاصة واحدة!