رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

أصبح أردوغان الآثم اليوم الحاكم والمتحكم فى الغرب الليبى ليستمر فى غلوائه رافضا الدعوات الموجهة للتفاوض السياسى ورافضا وقف اطلاق النار إلا بعد أن تسيطر قوات الوفاق بدعم من ميليشياته الإرهابية والمرتزقة الذين جلبهم من شمال سوريا على مدينة «سرت» التى تظل بالغة الأهمية بوصفها بوابة الشرق حيث آبار النفط والغاز التى يحاول وضع يده عليها، كما أنها مفتاح الجنوب حيث قاعدة «الجفرة» الجوية ومخزون المياه الليبية. ويظل أردوغان حريصًا على ترسيخ نفوذه فى ليبيا سياسيا وعسكريا إلى جانب الاستحواذ على النفط والغاز الليبى.

ومن هذا المنطلق جاء سعيه الحثيث لإقامة قاعدتين عسكريتين لتركيا. الأولى جوية فى «الوطية» الواقعة جنوب غرب طرابلس، والثانية قاعدة بحرية فى مدينة «مصراتة». ولهذا ضرب بعرض الحائط كل المبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى وقف اطلاق النار والتركيز على الحل السياسى، ورفض المبادرة المصرية التى طرحها الرئيس السيسى فى 6 يونيو الجارى والتى دعت إلى وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة من الأراضى الليبية وتفكيك ميليشيات أردوغان الإرهابية الداعم الأكبر لحكومة الوفاق والتى لم تكن لتحقق أى تقدم دون التدخل التركى.

يطمح أردوغان فى أن يسيطر على النفط الليبى من أجل تحقيق مآربه الجيوسياسية، كما أن سيطرته على الموقف فى ليبيا من شأنه أن يمكنه من رسم الحدود البحرية وفقا لأهدافه. وهكذا أمكن له أن يتمكن من فرض سياسة الأمر الواقع من خلال تعزيز وجوده على الأراضى الليبية. وجاء ذلك عبر قوات تركية معززة بفرقاطات بحرية وبعتاد عسكرى ثقيل وآلاف المقاتلين والطائرات المسيرة. وهو ما بات معه يشكل خطرا ماحقا على دول الجوار كمصر شرقا والجزائر وتونس غربا. الأمر الذى يتعين معه على الدول الثلاث ألا تنصاع لما يجرى وأن تشرع فى مواجهته سياسيا على الأقل فى الوقت الراهن. حيث لا يعلم المرء فيما إذا تطور الموقف وبات يتعين على هذه الدول مواجهته عسكريا فيما إذا اقتضى الأمر ووصلت التطورات إلى الحد الذى لا يمكن السكوت عنه.

جسدت الجزائر النموذج عندما اعتراها قلق عارم من جراء ما يحدث فى ليبيا من تطورات لا سيما مع وجود نحو اثنى عشر ألف مقاتل إسلامى مسلح قرب حدودها الغربية، ولهذا بادر رئيسها وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع دولتى الجوار مصر وتونس حتى تتمكن الدول الثلاث من التوصل لحل الأزمة الليبية. وحذر من أن ليبيا قد تندفع بسرعة صوب مصير الصومال فيما إذا ظل الوضع على ما هو عليه الآن، وفيما إذا استمر أردوغان فى تحركاته الشيطانية وشطحاته العبثية التى يهدف من ورائها إلى الهيمنة على المنطقة.

وبالتالى فإن تحركات الدول الثلاث معا قد يغير الموقف ويعدل موازين القوى على الأرض سياسيا وعسكريا نظرا لما تتمتع به الدول الثلاث من ثقل اقليمى واحترام دولى. وقد ينجم عن تحركها معًا لجم أردوغان ووقف مغامراته المجنونة فى المنطقة والتى يمضى فى تنفيذها غير عابئ بقانون أو بمعايير دولية. ولربما تغير الدول الثلاث المشهد بتغيير موازين القوى على الأرض سياسيًا وعسكريًا. ولكن يظل السباق كبيرًا فى الساحة ولا يمكن للمرء التنبؤ من الآن بتطوراته ولا بمن يملك فى النهاية القدرة على تغيير المشهد.