رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

الفن كما نعلم رسالة بل أعظم رسالة إذا تم استغلالها الاستغلال الصحيح، فمن الممكن أن يُفلح الفن فى حل مشاكل المُجتمع بمختلف أنواعها كما من الممكن أن يكون خالق للمشاكل!

لن أتحدث فقط عن الدراما المصرية بل الدراما الأجنبية أيضًا، فهناك من الأفلام المصرية او الأجنبية ما تجعلك تُشاهدها بعين العقل قبل عين البصر، اى وانت تجلس امام التلفاز لتُشاهدها لا تستحضر فشار للمشاهدة بل ورقة وقلم لتدون الدروس والعبر والحكم التى تستخرجها من ذلك الفيلم! فالدراما سلاح ذو حدين فالبعض شاهد فيلم الجوكر (The dark night) والجميع استخدم مقتبسات من الجوكر فى حياته، ولكن عند مشاهدتى لهذا الفيلم أكثر من مرة بكل حواسى وجدت أنه يحمل العديد من الرسائل الهامة والتى توضح حقيقة العديد من الأمور فى حياتنا اليومية،  وسوف استشهد ببعض من المشاهد والمقتبسات من الجوكر حتى أوضح ما أقصد،  فالمقولة التى ذكرها الجوكر: » أخلاقهم؟! إنها مزحة سيئة، تسقط فى أول بادرة من المتاعب، إنهم فقط جيدون طالما يَسمح العالم لهم بذلك، سترى فى الأوقات العصيبة أنَّ هؤلاء المتحضرون سوف يأكلون بعضهم البعض»، فهذا ما شاهدناه عقب أزمة وباء كورونا،  شاهدنا كيف تعاملوا بعض الشعوب الغربية الذين نضعهم نموذج للتحضر! كيف استولوا على السلع للتخزين، كيف اقتحموا الاسواق والمحلات وسرقة ما بها !

اما عن المشهد الثانى وهو مشهد القوارب التى وضع بها الجوكر قنبلة،  قارب به مساجين وقارب أناس عاديين،  ووضع الجوكر قنبلة بيد حارس المدنيين وحارس المساجين ووضع وقت زمنى عند الساعة الثانية عشر قارب واحد هو من ينجو وهو من يضغط على الزناد اولًا لتفجير القارب الآخر،فالجميع أعتقد ان القارب الذى به المساجين هو بالتأكيد من يضغط على الزناد لتفجير القارب الآخر ولكن ما حدث العكس ! القارب الذى به المساجين أحدهما ألقى بالشىء الذى عن طريقه يستطيع أن يُفجر القنبلة من الشباك ! فمن خلال هذا المشهد أراد المخرج أن يوضح حقيقة أن من تراه مُجرمًا من الممكن أن يكون بداخله رحمة! وبأن هناك من هم ليسوا بمجرمين بالطبع! فى حين أن القارب الذى به أناس عاديين أرادوا تفجير القارب وكانوا ينظرون للمساجين بأنهم لا يستحقون العيش فهؤلاء مُجرمون وقتلة يستحقون الموت!

كما ذَكَرَ الجوكر جملة فى بداية الفيلم عند إلقاء اللوم عليه بأنه متوحش، فقال: «لماذا عليا أن اعتذر عن كونى الوحش الذى أصبحت أنا عليه الآن فى حين لم يعتذر لى أحد عن جعلى كذلك»! وهذا يؤكد لى مقولة أن ليس هناك جُناة بالفطرة بل المجتمع هو من يخلق الجُناة!وايضًا هناك عدة مشاهد اعتبرها الأكثر اهمية وتصف لنا الواقع، الا وهى فى كل جريمة يقوم بها الجوكر دائمًا هناك خائن سهل له ارتكاب الجرائم، فعقب اغتيال أفراد الشرطة دائمًا كان هناك خائن وسط هؤلاء هو الذى سهل له إتمام الجريمة وهذا ما يؤكد لى دومًا بأنه لا يتجرأ علينا أعدائنا بالخارج الا بمساعدة الخونة من الداخل.

وهذا ما شاهدناه على أرض الواقع فأغلبية الجرائم التى ارتكبتها الجماعات التكفيرية ضد ابطالنا فى سيناء من ساعدهم هو من كان فى يوم من الايام منهم وهو الخائن عشماوى. وأضرب مثلاً بسيطاً لذلك، عندما تتعرض لهجوم داخل منزلك فحتمًا فعليك أن توقن بأنه لن يستطيع أحد ما دخول منزلك والاستيلاء عليه وقتل من فيه إذا كان الدخول بهدف القتل إلا بمساعدة الخونة من داخل منزلك هكذا الأمر على المستوى الدولى والداخلى أيضًا!