رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

بينما كنت أتصفح «الفيس» عثرت على صفحة باسم الصديق القديم صاحب الخلق الرفيع سمير عبدالعاطى رئيس مكتب الصحافة بمجلس الشورى سابقاً، مر أمامى شريط ذكريات 27 عاماً كنت فيها محرراً برلمانيا بمجلسى الشعب والشورى، وكانت تربطنى بالأستاذ سمير علاقة صداقة قوية، أنا أحب الصحافة البرلمانية والانفرادات التى كانت تزعج الحكومة وقيادات المجلسين، وهو شعلة نشاط فى إدارة مكتب الصحافة وكان أحد أسباب حرص المحررين البرلمانيين على تغطية أخبار المجلس ولجانه، فقد حول سمير مكتب الصحافة إلى مضيفة فيها جميع أنواع المشروبات التى يحضّرها عامل الكافتيريا، ومع كوب العناب الساقع نتسلم التقارير المعروضة للمناقشة فى الجلسة العامة، وجدول اجتماعات اللجان، والأخبار الخاصة التى تصدر من مكتب رئيس المجلس.

كان «سمير» محل ثقة من الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس مجلس الشورى، وقريبا من قلب المستشار فرج الدرى أمين عام المجلس، أذكر أننى فى أول يوم أسلم فيه خطاب ترشحى لتغطية أخبار البرلمان إلى حرس مجلس الشعب حصلت على انفراد صحفى من مجلس الشورى، دخلت فى هذا اليوم من الباب الذى يطل على شارع قصر العينى، وتجولت فى المبنى ووجدت يافطة صغيرة فوق إحدى الحجرات تشير إلى مكتب الصحافة، دخلت فاستقبلنى سمير بابتسامة عريضة بدون سابق معرفة، قدمت له نفسى، وتحدثنا عن مجلس الشورى واختصاصاته، وتحدث معى عن طبيعة العمل الصحفى فى المجلس، وفتح درج مكتبه، وناولنى تقريراً أعدته اللجنة الاقتصادية بعد أن تم إدراجه للمناقشة على جدول أعمال المجلس، تصفحت التقرير ووجدت فى مقدمته أنه مقدم من حوالى 100 نائب بمجلس الشورى يطالبون الحكومة بتوضيح سياستها الاقتصادية، ووجه الدكتور حلمى الدعوة إلى الحكومة للرد على استفسارات الأعضاء الذين كانت لهم وجهة نظر فى النظام الاقتصادى هل هو اشتراكى أم حر، أم مختلط، التقرير ضم أسماء نواب متخصصين فى الاقتصاد من الوزن الثقيل من أمثال الدكتور أحمد رشاد موسى، قمت بتلخيص التقرير، وأرسلته بالفاكس إلى «الوفد»، وأمر الأستاذ عباس الطرابيلى مدير التحرير فى ذلك الوقت بنشره المناشيت الرئيسى، وصدرت «الوفد» فى اليوم التالى، واكتشفت أن حوالى 100 محرر برلمانى من مختلف الصحف يبحثون عن المحرر الجديد الذى انفرد بهذه الخبطة الصحفية، يومها تلقيت التهانى من الأستاذ محمود معوض نائب رئيس تحرير الأهرام والمشرف على القسم البرلمانى، وبابتسامته المعهودة الودودة قال لى: قرأت المانشيت الذى انفردت به لـ«الوفد» فى اجتماع مجلس تحرير الأهرام وكنت فى غاية الحرج عندما سألونى عن سبب عدم حصول الأهرام عليه، وكانت بداية تعرفى على صحفى قدير اسمه محمود معوض.

كل هذه الذكريات جالت فى خاطرى وأنا أنظر إلى صورة صديقى الأستاذ سمير على الفيس قبل البدء فى قراءة تعليقاته، ثم الاتصال به للاطمئنان على صحته، كان سمير قد مر بأزمة صحية جعلته يلزم منزله وانقطعت أخباره عنى عدة سنوات خاصة بعد ثورة يناير، وحل مجلسى الشعب والشورى، أول تعليق قرأته على صفحة سمير كان عبارة عن رثاء كتبه ابنه، البقاء لله والدى توفى، قرأت «البوست» اكتشفت أن الوفاة مر عليها قرابة العام، قرأت الفاتحة على روح الأستاذ سمير، وعدت إلى ذكرياتى متأخراً جداً أقول لأصدقائى فى مجلس الشورى من زملاء وتلاميذ سمير عبدالعاطى البقاء لله، ولكن أعتقد أنهم سيقدرون موقفى فقد أخذتنا الدنيا وتفرقت بنا السبل.

أصدقائى فى مجلس الشورى من العاملين كم كنت قاسيا عليهم عندما دافعت عن حل مجلس الشورى وعاتبونى بعبارات شديدة اللهجة، وحانية ومعاتبة، وصارخة. استوعبت غضبهم، وتم حل المجلس، وتقرر نقلهم إلى مجلس النواب بنفس درجاتهم، وبعد تجربة المجلس الواحد تبين أن وجود غرفتين أفضل من الغرفة البرلمانية الواحدة، وعاد الشورى باسم مجلس الشيوخ، وسيعود العاملون السابق نقلهم إلى مجلس النواب طبقاً للدستور، من الموجودين بالخدمة فى تاريخ العمل بقانون مجلس الشيوخ الجديد بذات درجاتهم وأقدمياتهم التى يشغلونها فى هذا التاريخ، ويحتفظ لهم بالرواتب والبدلات والمكافآت وسائر الحقوق المقررة لهم.

سوف يفرح سمير بهذا الخبر السار الذى أسعد زملاءه وتلاميذه بالمجلس.. رحمك الله يا سمير فقد كنت صديقاً من الزمن الجميل.