رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

 

 

المبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى بشأن وقف اطلاق النار فى ليبيا، مبادرة مبدئية تتوافق مع عقيدة مصر تجاه أمن وسيادة ليبيا، لأن مصر تؤمن بأن أمن ليبيا من امن مصر، وسيادة ليبيا من سيادة مصر.. ولذلك فإن هذا الملف يعتبر اولوية اولى على الأجندة المصرية الآن.. ومعناه ان اى لعب فى ليبيا هو نوع من التحرش بمصر اولًا وأخيراً..  فالتوصل إلى تسوية سياسية مقدم على اى حل عسكرى طبعاً!

وقد سمعنا اخيراً صوت الأمين العام للجامعة العربية الوزير احمد ابو الغيط، حيث ثمن المبادرة المصرية وأيدها وشدد على اهمية التسوية السلمية للقضية ووقف اطلاق النار فى ليبيا.. لقد اختفت المنظمة الإقليمية منذ سنوات وتاهت فى غمار المشكلات العربية.. فلم نعرف مواقفها فى اليمن ولا سوريا ولا ليبيا.. وأذكر اننى اشفقت على الوزير ابوالغيط حين تمت توليته المنصب الهام، وأبلغته بمخاوفى.. فقال سنعمل على رأب الصدع.. او فيما معناه.. ولكن يبدو ان الخرق اتسع على الراتق كما يقال.. وماذا يفعل الرجل فى بلاد تبعثرت؟!

وأعتقد ان الرسائل التى ارسلها الرئيس السيسى بخصوص ليبا كانت واضحة ومؤثرة جداً، وكانت تعنى ان الخطوة الثانية هى دخول مصر نفسها فى الحرب، وهو الامر الذى قدرته موسكو وأيدته، فضلاً عن دعم بلاد عربية لموقف مصر وعلى رأسها الكويت والبحرين..  وأرجو ان تدرك القوى الكبرى فى العالم مخاطر تدخل تركيا فى شؤون ليبيا، فتجد حلاً قبل ان تندلع حرب اقليمية، لا يمكن ايقافها، إلا بمزيد من الخسائر والدمار!

على اى حال، فقد جددت مصر موقفها من ليبيا، حين قال الرئيس إن امن ليبيا من امن مصر وإن سيادتها من سيادة مصر، ليعلم السلطان العثمانى الطائش انه لن يعود من نزهة او فسحة، وإنما سوف يدفع الثمن غالياً.. وستكون ليبا مقبرة للأتراك.. فالمعلوم ان ليبيا ليست سوريا، وان مصر لن تترك ليبيا، لأن الظروف تختلف كثيراً عن سوريا.. أقصد ظروف مصر، وظروف الأطراف التى كانت فى سوريا.. وتركيا تعرف ذلك، إن كان عندها تقدير موقف!

وأظن ان الدول العربية كلها لابد ان يكون لها موقف مماثل لموقف مصر، لأن ليبيا قد تضيع للأبد، كما ضاعت سوريا.. ولابد أن تمارس ضغوطها السياسية والاقتصادية عالمياً وإقليمياً.. القصة ليست ان ليبيا بعيدة عنهم، القصة انها دولة عربية تتعرض للعدوان.. ولابد ان تتحرك الجامعة العربية ايضاً ولا تنتظر لتتحرك بعد المشكلة، ولكن ينبغى ان تكون لديها قرون استشعار للأزمة، وامامها نموذج سوريا وما جرى لها من تفتيت وضياع لشعبها واستنزاف لمواردها!

وباختصار، فإن التحرك العربى ليس تحركا مسانداً لمصر فقط، ولكنه تحرك مساند لليبيا أولاً، ولن يكون على حساب آخر جندى مصرى، كما اعتاد العرب فى فلسطين وغيرها!