عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

 

من أغرب ما قرأته خلال الأيام الماضية أن بعض الباحثين يحذر أن بدء انحسار الموجة الأولى من جائحة كورونا، وبلوغها مستويات منخفضة قد لاتمكنهم من إجراء اختبارات فعالة على اللقاحات المحتملة..! ويبقى التباعد الاجتماعى، والكمامة، أفضل وسائل الوقاية من الإصابة فى الوقت الحاضر، وتصدمنا الحقيقة على أرض الواقع وان معدل الإصابات لدينا فى تصاعد ولمدة أسبوعين تاليين، من خلال ما تصدره وزارة الصحة من بيانات، وفى أمريكا والمانيا لا يصدر الإحصاء من جهات حكومية بل من مركزين لمكافحة الإوبئة هما «جونزهوبكنز» و«روبرت كوخ» ولكل منهما قصة تروى.

جون هوبكنز رجل أعمال عصامى أمريكى حقق ثروة طائلة من خلال مشاركته آخرين فى أنشاء وبناء أول سكك حديدية فى بالتيمور وأوهايو عام (1827 ) وهى أول شركة أمريكية لنقل الركاب وشحن البضائع بعيداً عن الموانىء لأول مرة، باستخدام قاطرات البخار على جدول منتظم، وساهمت فى إحداث طفرة تنموية كبرى، وأحد أبرز الأعمال التى غيرت التاريخ فى أمريكا. وفى عام ( 1873) ترك فى وصيته 7 ملايين دولار لإنشاء جامعة ومستشفى، هذا المبلغ وقتها كان أكبر وصية تترك للأعمال الخيرية فى أمريكا، الأن تعتبر هذه الجامعة من أوائل الجامعات فى التصنيف العالمى لجودة التعليم وحصلت الجامعة على الإعتراف الدولى منذ نشأتها وأحد أهم منابر العلم فى العالم، وصنفت الأولى بين المؤسسات الأكاديمية فى الولايات المتحدة فى مجال العلوم الطبية والأبحاث الهندسية لمدة 31 عاماً متتالية، وثمانية وثلاثين من الحائزين على جائزة نوبل من الدارسين أو العاملين فيها، والبحوث بالجامعة هو من بين الأكثر ذكرا فى العالم، ومع تفشى كورونا، تصدر الجامعة أحدث الأرقام المسجلة للإصابات فى أمريكا وخريطة انتشار الوباء حول العالم.

أما روبرت كوخ فهو طبيب وعالم بكتيريا ألمانى رائد، ويعد هو المؤسس الحقيقى لعلم الجراثيم كعلم طبى مستقل، وأول من أثبت أن الأمراض المعدية التى كانت تفتك بشعوب أوروبا منذ أكثرمن مائة عام، مصدرها بكتيريا تنتقل من الأغنام والخنازير إلى الإنسان، وهى بكتيريا الجمرة الخبيثة وكان ذلك عام (1876) ومن المدهش أننا نجهل أنه ساهم فى دراسة مرض الكوليرا بمستشفى الإسكندرية بمصر عام (1883) والذى أدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. كما أجرى أبحاثه عن مرض الطاعون اللمفاوى بالهند.

وفى عام (1891 ) أنشأ مركز الأمراض المعدية والذى حمل اسمه وفى عام (1905) حصل على جائزة نوبل فى الطب لاكتشافه البكتيريا المسببة لمرض السل الرئوى، ولمع اسمه مؤخراً من خلال تقييم المعهد الذى يحمل اسمه للمخاطر الناتجة عن فيروس كورونا على مستوى ألمانيا يومياً، وتحديد التدابير اللازمة لمواجهتها. ويقوم المعهد أيضا بتطوير طرق تشخيص الأمراض المعدية وغير المعدية وأساليب معالجتها، وعلى الرغم من رحيل هوبكنز وكوخ منذ أكثر من قرن، لم يطو من أعمالهما إلا ما قدماه من تبرع سخى،أو علم تنتفع به البشرية إلى الآن، تلك رسالة لكل صاحب علم أو مال، أن أعمالكم الصالحة هى الباقية، وهو ما يدعونا إليه ديننا الحنيف فى قوله تعالى (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ).

 

‏Ahmedrezk [email protected]