رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

الكثير شاهد برنامج الشاب الإماراتى غيث الذى يطوف حول البلدان ليسعد الناس ويساعد المحتاجين بدون ان يكشف وجهة للكاميرا، غيث اسم على مسمى حتى ولو كان اسم وهمى ولكنه غيث للمغيثين وايضًا لكل الناس حتى من لم يساعدهم غيث حتى الآن، فمن شاهد البرنامج أحس بمعنى جملة الدنيا لسة بخير ولسة فيه ناس طيبيين، ولكن كل ما فى الأمر اننا بحاجة لنرى ونشعر بذلك، فعادة ما يظهر امامنا سواء على شاشات التلفاز ام على وسائل التواصل الاجتماعى من خلال نشر فيديوهات سلبية تدعو للنفور ونشعر اننا نعيش فى غابة كفيديوهات تعذيب الاطفال والحيوانات اى كل الفيديوهات التى تؤذينا نفسيًا وتجعلنا لا نرغب فى العيش فى الحياة ولا نثق فى أحد ونخاف من المستقبل ومن الناس، فكنّا بحاجة لرؤية نماذج تعيد لنا الأمل فى الحياة وفى الناس،  فرمضان الماضى تم اذاعة برنامج الصدمة وهو ما جعلنا نشعر بالإنسانية ونرغب فى مساعدة الناس ولا نقف موقف الانسان السلبي.

 اما فى برنامج غيث جعلنا نغير نظرتنا للحياة ليس فقط من أفعال الخلوق غيث بل من يساعدهم غيث! فكيف لفقير لا يملك الا قوت يومه ونجده يحمد الله كثيرًا وكأنه ملك الدنيا بما فيها؟ كيف لأناس لديهم العديد من الابتلاءات كالمرض والفقر ومع ذلك تجدهم دائمى البسمة والحمد؟ كيف لإناس يملكون القليل ومع ذلك يكتفوا به فعندما يعرض عليهم غيث الكثير يأخذون ما يحتاجونه فقط ويقولون ممكن لشخص آخر يحتاج لتلك الأموال؟ كيف لأناس يحتاجون ومع ذلك يرشدون عن أناس أكثر احتياجًا منهم؟

 ألم يشعر اى مشاهد قد لا يكون مبتلى مثلهم فى الفقر والمرض ولكن دائمى النقمة عن الحياة ولا يحمد الله، تجد من يملك مال قارون وملك سليمان ولديه صحة ومع ذلك ناقم عن الحياة بل ويتمنى الموت؟ هل عرفتم بعد ذلك البرنامج ان الرزق الحقيقى هو رزق القرب من الله،  وان الرزق المعنوى أفضل من الرزق المادى وهو الذى يجلب السعادة؟ فمفهوم الاغلبية عن الرزق انه ينحصر فى الأشياء المادية كالمال والوظيفة والزواج والاولاد والمنزل والسيارة،  ولكن هذا هو المفهوم الضيق للرزق اما المفهوم الواسع للرزق فهو متمثل فى الرضا والقناعة فبهما يشعر الشخص انه لا ينقصه شيء وبدونهما يشعر انه لا يملك شيئاً ولو ملك كل كنوز الدنيا.

شكراً غيث انك ذكرتنا بنعم الله علينا، شكرًا انك صحيت فينا الإنسان الذى كان ميتًا منذ زمن،  شكرًا انك اثبت لنا بأن الدنيا لسة بخير ومازال هناك أناس طيبون مُحبون للخير، شكراً انك أثبت ان الانسان يتحب من تصرفاته وأفعاله والدين أخلاق ومعاملات وتعامل،  شكراً انك أثبت لنا فعليًا ان السعادة لا ترتبط بالمال ولا الجاه بل بالرضا والقناعة والقرب من الله،  وهذا ما شاهدناه فى الناس الجميلة البسيطة دائمة الابتسام دائمة الحمد برغم امتلاكهم القليل! شكرًا غيث جعلتنى أعيد نظر فى الحياة والناس! شكرًا دولة الإمارات الشقيقة لفعل العديد من البرامج التى تعيد تأهيل الإنسان نفسيًا مثل برنامج الصدمة وغيث الذى نحتاج الكثير منها فى الوطن العربى،  ونتمنى انتاج مثل تلك البرامج بمصر والتوقف عن البرامج التى بلا فائدة منها والتى لا تجلب غير الإهانة للمشاهدين قبل ضيوف البرنامج !

[email protected]