رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

لو استقبلت من أمرى ما استدبرت، هكذا صرح أبوالعلا عبدربه، أحد قتلة فرج فودة فى مقابلة تليفزيونية بعد خروجه من محبسه بعفو رئاسى من الرئيس الأسبق محمد مرسى ثم ما لبث وتراجع عن المراجعة وذهب إلى سوريا يجرفه الحنين إلى حمل السلاح للجهاد ضد الكفار حتى أردته طائرة كافرة قتيلاً، حينها تذكرت عندما سأل المحقق زميليه أشرف إبراهيم وعبدالشافى رمضان لماذا قتلتما فرج فودة؟ قالا بإيمان راسخ لا يتزعزع لانه كافر، وكيف عرفتم أنه كافر هل قرأتم كتبه؟. لا، لم نقرأ كتبه. لماذا ؟ لاننا لا نقرأ ولا نكتب!!

يظل السؤال: لماذا اراد التيار الاصولى اغتيال فرج فودة دون غيره من خصوم المشروع الردايكالى؟ أعتقد ان مناظرة معرض الكتاب الشهيرة سنة 1992 أمام 30 الف مناصر للتيار الاصولى فى وجود فطاحل امثال الهضيبى ومحمد عمارة والشيخ الغزالى هى التى قتلته بسبب شجاعة حجته وتماسك منطقه ضد اطروحات الدولة الدينية.

لم تكن افكار الرجل ضد الدين وهو ما نجح فى عرضها أمام عقول البسطاء من جمهور هذا التيار وهنا مكمن الخطورة. كانت معارضته للدولة البابوية التى تقوم على السمع والطاعة واستطاع التفريق بين الاسلام الرسالة السامية والدولة الدينية التى تتطلب رؤية واجتهاداً وفقهاً، لأنها كيان سياسى واقتصادى واجتماعى يلزمه برنامج تفصيلى يحدد أسلوب الحكم ولا شك ان رؤيته الثاقبة بأن دولة المواطنة هى حتمية مستقبلية لذا اتسمت كتاباته بالطازجة والسلاسة، فعباراته واضحة مستقيمة قوية مباشرة راقية بدون تجاوز أو تزييف، فقد شخص الداء، عندما قال إن تنامى الجماعات المتطرفة، يعكس تأثير التربية والتعليم والإعلام فى مجتمعاتنا، حيث التفكير دائماً خاضع للتوجيه، والمنهج دائماً أحادى التوجه والاتجاه، والوجه الواحد من الحقيقة هو الحقيقة كلها.

منذ ذلك الحين ومصر تفتقد ذلك المثقف الواعى الذى يستطيع مخاطبة طبقات الشعب المختلفة بأسلوب سهل وشيق ومقنع دون ازدراء المعتقدات أو إهانة للرموز. أما الآن أصبح كل من هب ودب عالماً وفقيهاً للأسف من يتصدر المشهد إما أكاديمى منعزل أو منتفع جشع أو مهووس بالشهرة أو جاهل يردد كالببغاء شبهات المستشرقين المغرضة. الا من رحم ربى كلما سمعت احدهم يذكر نفسه بالباحث أو المفكر التنويرى اتحسس زناد مسدسى.

هل عندما تسب الصحابة والائمة أو تطعن فى القرآن والسنة وتهيل التراب على كل كتب التراث وتريد اسقاط الازهر على من فيه هو السبيل الاقوم للاصلاح لا والله ليس هكذا تورد الابل المنهج الثورى الصدامى الطفولى يصب فى صالح الاخوان ويطيل أمد الحرب على الارهاب.

 علينا استخدام المنهج الاصلاحى التدريجى اذا اردنا محاربة الفكر الداعشى لان المصريين يرفضون اقتلاع الدين من حياتهم على طريقة اتاتورك أو بورقيبة وحتى الواقع اثبت فشل التجربيتين، فتونس هى اكثر دولة ترسل مجاهدين إلى داعش ويحكم تركيا الآن حزب إخوانى يحلم بعودة الخلافة إلى الباب العالى. يقيناً ان الشخصية المصرية متدينة بالفطرة حتى قبل ظهور الأديان السماوية بكثير بسبب اعتمادها على فيضان النيل وارتباطه بالزراعة والحياة.

لم تواجه مصر على مدار تاريخها مثل كل هذه التحديات مجتمعة فى آن واحد حرب ضروس على ارهاب عابر للقارات يقوده أقوى تنظيم فى العالم وحدود غربية مشتعلة وخطر داهم من الجنوب يهدد أمننا المائى وأزمة اقتصادية طاحنة. فنحن بدون مبالغة على مفترق طرق اما نكسب كل شىء أو لا قدر الله نرى ما لا نحمد عقباه فاستقيموا يرحمكم الله.