عيد الفطر هذا العام يختلف عن الأعياد السابقة..انه عيد بلا تجمعات أو شواطئ..او حدائق ومتنزهات..او ساحات للصلاة كما يحدث كل عام ..بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية ..واغلاق دور العبادة وحظر صلاة الجماعة للحد من انتشار فيروس كورونا الذى اصاب حتى الآن أكثر من 5 ملايين و500 ألف إنسان وأدى لوفاة أكثر من 350 الف حول العالم.
غالبية الناس التزموا بالجلوس فى المنازل ..وقلة منهم اتجهت إلى المدن الساحلية ولكنها لم تستطع الاستمتاع بالخروج للشواطئ او السهر ليلاً على المقاهى او التسوق فى المراكز التجارية أو تناول وجبة واحدة فى أحد المطاعم ..لان الحياة شبه مغلقة.
رغم حظر صلاة العيد بالمساجد والساحات باستثناء مسجد السيدة نفيسة الذى اقتصرت فيه الصلاة على عدد محدود للغاية لا يتجاوز 20 مصلياً طبقاً لقرار وزارة الأوقاف.. ومسجد الفتاح العليم ..الا ان أحد الاشخاص ارتدى الزى الازهرى وقرر اقامة صلاة العيد فى احد الاماكن. بجوار كوبرى نبروه العلوى بمحافظة الدقهلية ..ولكنه فر هاربا عندما فوجئ بسيارة الشرطة لإدراكه ان التجمع لاداء صلاة العيد بالمساجد والساحات محظور بسبب وباء كورونا اللعين.. ثم تبين بعد ذلك انه طالب بالصف الثالث الثانوى الازهرى ..ويعمل بمحل جزارة ويقوم بقراءة القرآن على المدافن فى المناسبات.
والمؤسف أن مشهد فرار الإمام التلميذ بثته شبكات التواصل الاجتماعى وبعض المواقع الإلكترونية بسخرية وصورة هزلية.. الأمر الذى يشير إلى ضرورة توعية طلاب الأزهر وتبصيرهم بحتمية الالتزام بالقوانين والقرارات.. لأنه لابد أن يكون خريجو الأزهر قدوة لغيرهم لانهم رجال دين وعلم.. ولا يجوز أن يخدعوا الناس.. أو يسيئوا لانفسهم بالفرار فى مشهد عبثى هزلى يثير الضحك والبكاء..
العيد هذا العام حقا اختلف عما كنا نراه فى الأعياد السابقة.. المحافظون الذين كانوا يتابعون الاستعدادات والتجهيزات لخدمة الناس والتأكد من راحتهم واستمتاعهم بالحدائق والمتنزهات.. نزلوا هذا العام للتأكد من تطبيق قرارات الحظر ومنع الناس من التجمع.. بالحدائق والمتنزهات المغلقة.. فى الحالة الاولى كانوا ينزلون لتوفير سبل الراحة والمتعة للناس.. وفى الثانية ينزلون لحماية أرواح الناس والحفاظ على صحتهم من خطر العدو الخفى كورونا الذى حير العالم وأثار حرباً وصراعاً واتهامات متبادلة جديدة بين الصين والولايات المتحدة التى اتهم رئيسها ترامب الصين بأنها سبب انتشار الوباء.
ووصف مستشار الأمن القومى الأمريكى روبرت براين تستر الصين على فيروس كورونا بأنه يشبه كارثة تشيرنوبل.. وقال إن الصين أطلقت فيروساً دمر الثروة الاقتصادية الأمريكية وأنها حالت دون حصول الخارج على المعلومات.