رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

لست منبهرًا مثل كثيرين غيري بما قاله الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس أمام القيادة السياسية.. وبحضور وزيرة الصحة.. حول الأرقام الخاصة بالكورونا  وما أسماه بـ «السيناريو الافتراضي لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا في مصر».. وتشكيكه في الأرقام المعلنة.. وتوقعاته لموعد الوصول الى الحد الأقصى للإصابات.. وموعد انحسار العدوى وصولاً إلى الرقم «صفر».. وهي أرقام لم نفهم لها أساسًا علميًا.. ولم يشرح لنا الوزير هذا الأساس..!!

•• بدورنا

نتفهم طبيعة عمل الوزير كمسئول عن البحث العلمي.. تتبعه بشكل مباشر جميع المراكز البحثية بالدولة.. والتي تأتي الأبحاث الطبية في نطاق اختصاصاتها.. كجهة علمية وبحثية فقط.. وليست جهة تنفيذية.. ولذلك لا نتفهم أن يفاجئنا الوزير بالتحدث في أمور تأتي في صميم اختصاص وزارة الصحة.. وفي وجود وزيرة الصحة.. ويكون حديثه متضاربًا مع ما تعلنه الوزيرة من معلومات.. وخاصة ما يتعلق بالأرقام المعبرة عن حجم الإصابات.. رغم أن الوزيرين ينتميان الى حكومة واحدة.. ويتبعان رئيس وزراء واحد يقوم بنفسه بالإشراف على لجنة وزارية لإدارة الأزمة.. وهذه اللجنة تضم في تشكيلها كلا من الوزيرين.. وزير البحث العلمي ووزيرة الصحة.. وكان أولى بالدكتور عبد الغفار أن يعرض «نظريته» هذه الخاصة بـ «السيناريو الافتراضي» على تلك اللجنة الوزارية أولا.. لتقرر كيفية تناولها إعلامية من خلال المؤتمر الصحفي الدوري الذي يعقده رئيس الوزراء.. بدلا من هذه الطريقة التي فاجأنا بها الوزير أمس وأثارت الكثير من البلبلة والشكوك.. ليس حول وزيرة الصحة فقط.. ولكن حول كل ما تعلنه الدولة من أرقام وإحصائيات ومعلومات..!!

•• مثلا 

قال وزير البحث العلمي: إن عدد الإصابات الحقيقي في مصر حتى الآن هو 71 ألف حالة.. وليس 14 ألفا وفقا لإحصائيات وزارة الصحة.. متوقعا أن يصل العدد بنهاية الشهر الى 100 ألف حالة..  ومفسرًا ذلك بأن هناك مواطنين مصابين دون أعراض تستدعي دخولهم إلى المستشفى.. وأن «النموذج الافتراضي» الذي يتحدث عنه يقدر معدل نمو انتشار العدوى بـ 5.5%.. وهذا يعني أن تقديرات الوزير تعتمد على أسس إفتراضية نظرية وليست على الأرقام الواقعية التي تسجلها وزارة الصحة من خلال التعامل المباشر مع المرضى..!!

والغريب أن الوزير يناقض نفسه عندما يتحدث في نفس الوقت عن معدلات الوفاة.. ليقول إن معدل الوفاة يبلغ 4.8% اعتمادًا على الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة.. وهي 680 حالة حتى الآن.. مؤكدًا أن هذا الرقم «غير قابل للشك».. من أين أتى الوزير بهذا اليقين؟.. ولماذا لم يفترض أيضا بأن هناك أشخاصا يموتون دون الإبلاغ عن حالاتهم.. مثلما افترض أن هناك مصابين لا يدخلون المستشفيات؟!!.

•• مثال آخر

تحدث وزير البحث العلمي عن أن مصر ستصل لتسجيل 40 ألف حالة كحد أقصى.. وبعدها يتم الإعلان عن تسجيل «صفر» إصابات.. وقال: «ممكن نفضل في زيادة حتى 37 ألف حالة ومن بعدها تنكسر الجائحة، وممكن أن نصل إلى رقم 37 ألفًا أو 40 ونقطة الانعطاف تحصل يوم 28 و29 مايو».. ولم نفهم أيضًا على أي أساس علمي حدد الدكتور عبد الغفار هذا الرقم وهذا التاريخ؟

أراد الوزير أن يشرح نظريته فقال: «هناك نموذج آخر اسمه مؤشر التقدم اللوجستي، ومن خلاله وضعنا رقمًا آخر حتي يتم القياس عليه معدل الإصابات، وهو يعتمد على تحديد نقطة الانكسار في الفيروس من خلال الرقم صفر، كل ما الرقم من 0 إلى 100 يبقى الإصابات في تزايد ولو أقل من 0 يبقى أنا رايح للتعافي».. هل فهم أحدكم هذا الذي قاله الوزير؟!.

•• الحقيقة

اننا ومع كامل تقديرنا واحترامنا للدكتور خالد عبد الغفار.. إلا أننا نرى أنه قد ارتكب خطأ تنظيميًا جسيمًا بحديثه هذا الذي لم يكن الوقت ولا المكان مناسبين له.. ولا نراه معتمدًا على أسس علمية موضوعية وصحيحة تأخذ في الاعتبار كل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم يومًا بيوم.. وربما ساعة بساعة فيما يتعلق بتطورات مواجهة وباء الكورونا.

وكان أولى بالوزير أن يحدثنا عن مدى التقدم في الأبحاث التي تجريها جهات اختصاصه للوصول الى مصل للفيروس.. خاصة وأنه سبق وأن صرح بأن مصر قدمت 27 بحثًا في هذا المجال.. وأنها تأتي في المركز الأول على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط لإيجاد حل لكورونا.. وأنها أيضا تحتل المركز الأول من حيث الأبحاث بشأن كورونا.. متفوقة على إيران وإسرائيل وتركيا والنرويج.

••أخبرنا الوزير من قبل أن مراكز الأبحاث المصرية قطعت أشواطا كبيرة.. وأنه سيعلن قريبا نتائج الأبحاث الخاصة بالوصول لمصل كورونا.. لكنه لم يفعل.. وبدلا من ذلك يحدثنا عن «السيناريو الافتراضي» وعن «مؤشر التقدم اللوجستي» مشككًا في الإحصائيات الرسمية الواقعية..!!