رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة

 

 

 

عندما تم القبض على «جيفارا» فى مخبئه بوشاية من راعى أغنام! فسأل أحدهم الراعى: لماذا وشيت عن رجل قضى حياته فى الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟.

فأجاب الراعى: كانت حروبه مع الجنود تروع أغنامى! تناسى ما فعله من أجل الوطن وفكر فى أغنامه (لقمة العيش).

أما فى مصر.. بعد مقاومة «محمد كريم» لنابليون والحملة الفرنسية.. تم القبض عليه وتم الحكم عليه بالإعدام.. لكن أرسل «نابليون» إليه وأحضره وقال له: يعز على أن أعدم رجلًا دافع عن بلاده ببسالتك، ولا أريد أن يذكرنى التاريخ بأننى أعدم أبطالًا يدافعون عن أوطانهم، ولذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضًا عن من قتل من جنودى.

فقال له محمد كريم: «ليس معى ما يكفى من المال ولكننى أدين التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب».. فقال له نابليون «سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك».

فظل «كريم» يذهب يوميًا إلى السوق كل يوم وهو مسلسل فى أغلال ومحاط بالجنود الفرنسيين.. كله أمل فى مساعدة أبناء وطنه ومن ضحى من أجلهم، فلم يساعده تاجر واحد بل اتهموه أنه كان سببًا فى دمار الإسكندرية وسببًا فى تدهور الأحوال الاقتصادية (لقمة العيش)...!!

فعاد إلى نابليون خالى الوفاض فقال له نابليون: «ليس أمامى إلا إعدامك.. ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا، ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان»!

والآن.. علينا أن نفكر على المنطق الذى أدى إلى الوشاية بجيفارا والتضحية بمحمد كريم هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن ومن أجل حرية شعوبهم؟

هل لقمة العيش أهم للشعوب من حريتهم؟.. هل الوطنى والبطل لأجل مجتمع أنانى، جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كى يضيء الطريق لشخص ضرير.. كما قال محمد رشيد؟

حاول أن تجد إجابة لهذا السؤال.. لأن الثوار سيبقون على مدى التاريخ.. وسيبقى الجبناء على مدى التاريخ.. وسيبقى من يفضلون لقمة العيش على الحرية على مدى التاريخ، موعدنا الثلاثاء المقبل إن شاء الله.