رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تواجه ليبيا التدخل التركى فى شئونها هذه الأيام ولسان حالها يقول: اللهم احمنى من حركة النهضة فى تونس.. أما تركيا فأنا كفيلة بها! 

فمنذ اللحظة الأولى التى أعلن فيها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، ارسال قوات ومعدات عسكرية إلى حكومة الوفاق الليبية، أعلن الجيش الليبى فى المقابل أنه سوف يعتبر كل فرد عسكرى أرسله اردوغان عدوًا، وأنه سوف يتعامل معه على هذا الأساس! 

ولم يكن الجيش الوطنى الليبى الذى يقوده المشير خليفة حفتر يبالغ فى شيء، وهو يصنف المرتزقة الذين يرسلهم الرئيس التركى باعتبارهم أعداء.. فالواقع يقول إن أنقرة ليست طرفًا فيما يجرى على الأراضى الليبية، ولا يتعين أن تكون طرفًا، والمنطق يقول إن الشأن الليبى يخص الليبيين وحدهم ولا يخص طرفًا سواهم، والتجربة التاريخية تقول إن رهان اردوغان على أن يكون له موطئ قدم فى ليبيا هو رهان خاسر، وأن محاولات تواجده هناك هى إلى فشل مؤكد ثم إلى زوال لا شك فيه! 

ومع ذلك.. لا يزال حاكم تركيا يدس أنفه فى القضية الليبية، ولا يزال يفعل ذلك رغم أن القضية فى حد ذاتها لا تهمه فى شيء، ولا يهمه أصحابها ولا مستقبلهم فى شيء أيضًا، ولكن يهمه هناك مشروعه السياسى الساقط.. وهو لا يزال يفعل ما يفعله رغم الضربات التى يتلقاها المرتزقة الذين يرسلهم على يد عناصر الجيش الوطنى! 

ولكن الشيء الذى لم يكن متوقعًا، أن تذهب الحكومة التونسية التى تهيمن عليها حركة النهضة الإسلامية، إلى أن تكون مع طرف ضد طرف فى ليبيا، وأن تفعل ذلك فى العلن ولا تداريه! 

فقبل أيام حطت طائرة تركية قادمة من اسطنبول فى مطار جربة التونسى، الذى يقع جنوب شرق البلاد، وكانت الطائرة محملة بمساعدات طبية قالت تركيا إنها مخصصة لحكومة الوفاق التى يرأسها فايز السراج فى العاصمة الليبية طرابلس! 

كان الأمل ألا تسمح الحكومة التونسية، بهبوط طائرة كهذه على الأراضى التونسية، لأن هبوطها فى حد ذاته يضع تونس فى موقف منحاز بالنسبة للمواطن الليبى، ولأن الكلام عن أنها تحمل مساعدات طبية ليس مبررًا للقبول بهبوطها.. ففى المرة القادمة يمكن أن تأتى بمعدات عسكرية، ما دام مبدأ الموافقة على الهبوط مقبولًا! 

ولن يغير من الأمر شيئًا أن تقول الحكومة فى تونس، إنها اشترطت أن تتسلم هى المساعدات الطبية وأن تقوم هى أيضًا بتوصيلها إلى طرابلس.. ولكن سوف يغير من الأمر كثيرًا، أن تقدم حركة النهضة التى يرأسها الشيخ الغنوشى مصلحة تونس على مصالح الحركة مع تركيا ومع قطر، وأن تراعى أن الشعب الليبى شعب جار وشعب شقيق، وأن ليبيا لها مع تونس حدود!