رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة..

 

 

فى البداية، استغربت عنوان كتاب المؤلف الأمريكى «تود هنرى»، والذى استلهم فكرته أثناء حضوره اجتماع عمل، عندما سأل مخرج أمريكى زميلًا له:  ما هى أغنى أرض فى العالم؟

فأجاب أحد الحاضرين: 

«بلاد الخليج الغنية بالنفط».. وأجاب  آخر: «مناجم الألماس فى إفريقيا».

فعقب المدير قائلًا: خطأ.. بل هى المقبرة! المقبرة هى أغنى أرض فى العالم.. لأن ملايين البشر رحلوا إليها وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التى لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد سوى المقبرة التى دُفنوا فيها.

واستكمل المدير كلامه شارحًا فكرته بأنه عليك أن تموت فارغًا! 

مت فارغًا من كل الخير الذى فى داخلك  وسلّمه لغيرك قبل أن ترحل.. حتى يستفيد منه الناس جميعًا.. وقال جملة شهيرة  شارحًا فكرته «لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل فى داخلك أفضل ما لديك، اختر دائمًا أن تموت فارغًا».

مت فارغًا من كل أفكارك، إذا كنت تملك فكرة نفذها، وإذا لم تكن تستطيع تنفيذها علمها وبلغها لغيرك لينفذها. 

لا تكتم علمك بل بلغه للآخرين ليستكمل من بعدك الطريق.

لا تكتم الخير بداخلك وحوله إلى شيء على أرض الواقع ليستفيد منه الجميع.

لم أعد أستغرب العنوان بعد أن قرأت الكتاب لأن هذا هو دينى، هذا هو الإسلام.. الذى حثنا على العطاء «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها علم ينتفع به..»!

اعمل صدقة جارية  وخذ ثوابها معك للآخرة  فذاك هو ما سيبقى لك..

أعتقد أننا جميعًا نحمل بداخلنا الكثير من الخير والعطاء والإبداع والعلم والثقافة والمعلومات والخبرة والحب والأمل! ولم نعط منه إلا أقل القليل.

تخيلوا معى لو أن كل إنسان قدم كل ما فى جعبته، كل ما يمتلكه للعالم؟.. الحياة كانت ستصبح أجمل، أسعد، أهدأ، أعدل، أيسر.

 والآن فى هذا الشهر وانت فى حالة صفاء مع النفس.. عليك أن تطرح على نفسك هذا السؤال «هل أعطيت كل ما عندى لمن حولى ليستفيدوا به؟ هل ما زلت أختزن علمى.. تجاربى.. ثقافتى.. أموالى أم سأموت فارغًا؟، الإجابة عندك.. عندك أنت وحدك! 

موعدنا الثلاثاء المقبل إن شاء الله.