رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

دائمًا ما نسمع مقولة كل شخص وله نصيب من اسمه ولكن البطل الشهيد أحمد المنسى كسر تلك القاعدة! فلقبه المنسى وهو غير منسى، بل ستتذكره الأجيال جيلا بعد جيل، وسُيخلد اسمه فى التاريخ ليكون مثلا يحتذى به فى كل شيء، ففى الوقت الذى يفتقد فيه الشباب القدوة بحق، فى الوقت الذى ظهر من يجب أن يُتخذ قدوة عن حق، فلن أتكلم فقط عن القائد البطل كيف ضحى بحياته فى سبيل حماية الوطن، لأن هناك الكثير من الأبطال أمثاله ضحوا بأرواحهم فى حماية الوطن، بل سأتكلم عنه كإنسان قبل أن يصبح قائدا، كيف كان يعشق عمله ومتحفزا له وينتظر الشهادة بفارغ الصبر وكان هدفه فى الحياة ان ينال الشهادة، كيف سمعنا وشاهدنا انه لم يحارب فقط بالسلاح بل بالفكر، فكان رحيما بالأطفال بل وايضًا بالارهابيين وهم أعداء الوطن فما بال معاملته للخلق أجمعين! فعلى لسان أصحابه ومن تشرفوا بالعمل معه وتحت يديه كانوا يسردون كيف كانت أخلاقه ومعاملته الطيبة وكيف كان يفعل الخير ولا ينتظر الرد من المخلوق بل الخالق، وسرد أحدهم أنه أخبر الشهيد بأن الخير الكثير الذى يفعله لا يعلمه أحد، فكان رده الله يعلم الخير وهذا يكفي، وبالفعل استشهد ذلك البطل لتصل أعماله من الخير وبطولاته للعالم كله.

الشهيد البطل المنسى ضرب مثلا للعالم أن سيناء لن ينول شرف الدفاع عنها الكثير، بل الله يختار من يدافع عن الوطن ومن ينول شرف الشهادة كما يختار من بين المليارات من الشعوب ليحج بيته.

فمن الممكن للكثير ان يصبح مديرا ومسئولا فى مكان ما ولكن القليل فقط هو من يُلقب بالقائد، فالقائد هو من يخبرك بأفعاله قبل كلامه عما يجب عليك فعله، ليس القائد هو كما يعتقد البعض غليظ القلب بل هو الرحيم الذى يقف بجانب المستضعفين وليس كما يعتقد البعض الذى يسب ويلعن، القائد هو الذى لديه القدرة بأفعاله فى التأثير على الآخرين ومن ثم يتخذونه قدوة لهم، فيجب على من يُريد أن يكون قائداً ناجحاً أن يتّصف ببعض الصفات لخصها الله سبحانه وتعالى فى تلك الآية «إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين»، وتُعتبر هذه الآية المعيار الأساسيّ فى القيادة، فهى تُحدّد صفتى القوّة والأمانة، ففيهما كلّ معانى القيادة، فهناك قاعدة ادارية تقول: «المؤسسة الناجحة لا تتمسك بالموظف بل تعامله معاملة راقية فيتمسك هو بها»!

وليس المقصود بالشخصية القوية كما يظن البعض الذى يعلو صوته دائمًا على العاملين معه والذى يقوم بأفعال التهديد دومًا لمن يعمل تحت يديه، بل القائد الناجح هو من يملك نفسية قوية تجعله يجمع ما بين كل صفة وعكسها، فالقيادة لين قلب ولكن يُجبر الجميع على احترامه بأخلاقه، فهناك فرق بين من يخافه الناس خشية لسانه ولسوء خلقه وتجنب شره وما بين من يحترمه ويهابه الجميع لحُسن خلقه ولقوة شخصيته التى تُجبرهم على احترامه مهابة له واحترامًا له، فقد ينجح الكثير الى ان يصل لأعلى منصب ليُصبح مديرا ولكن القليل هم من يحصلون على لقب قائد، كما ان القائد الناجح هو من يتحلى بصفات تجعل الكثير يتخذونه قدوة لهم كاحترام الكلمة وقيامه بالعدل بين موظفيه ومحاسبة من يستحق المحاسبة ومكافآة من يستحق المكافآة وليس العكس اى مكافاة الفاشل وعقابا للناجح.

فهناك من لا يشغلون مناصب عليا ومع ذلك استطاعوا ان يجعلوا الناس تتخذهم قدوة بأسلوبهم وشخصيتهم وأعمالهم، رحم الله القائد الشهيد البطل أحمد المنسى وجميع الشهداء من الجيش والشرطة الذين ذهبت أرواحهم فى سبيل حماية الوطن والدفاع عنه.

[email protected]