من الحياة
كان الإمام «أحمد بن حنبل» مسافرا، فجاء الليل فقصد مسجدا لينام فيه لكن حارس المسجد منعه من ذلك. فقال الإمام: لا بأس.. سأنام بالقرب من باب المسجد. فلما رآه الحارس نائما بالقرب من الباب أخذ يجره جرا ليبعده من أمام المسجد. شاهد خبازا كان يمر أمام المسجد الموقف، فعرض على الإمام أن ينام عنده فى البيت وهو لا يعرف أنه الإمام. فى البيت، لاحظ الإمام أن الخباز يعجن العجين وهو يكثر الاستغفار.. فسأله الإمام: هل وجدت ثمرات استغفارك؟ فقال الخباز: ما دعوت دعوة إلا أجابها الله لى.. الا دعوة واحدة لم تستجب لى حتى الآن.. فقال الإمام: وما هى هذه الدعوة؟ فقال الخباز: أن أرى الإمام أحمد بن حنبل.. فقال الإمام: ها أنا أحمد بن حنبل أتيت أجر إليك جرا.
هل استغفرت الله حتى تقبل دعواتك؟ هل ندمت على أفعالك وردت المظالم إلى أهلها؟ هل عزمت على عدم العودة إلى المعاصى وتبت إلى الله؟ هل تستغفر بلسانك، بقلبك، بجوارحك، بعملك؟. الاستغفار يفتح لك باب المغفرة كما قال سبحانه وتعالى «يا بن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك.. يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة».
بالاستغفار يسترك الله ولا يفضحك مثلما فعل مع عاص آخر لم يفضحه، يحكى أن «موسى عليه السلام» قد اختار سبعين من حكماء بنى إسرائيل للتضرع إلى الله لنزول المطر ولكن لم يستجب لهم، فقال كليم الله «يا رب لمَ لم تجب دعاءنا؟ فقال الله عز وجل إن بينكم رجلا عاصيا أخرجوه من بينكم حتى أستجيب دعاءكم. فنادى «موسى» فى أصحابه أن بينكم رجلاً عاصيا لابد أن يخرج حتى يستجيب الله لنا وهنالك توجه الرجل العاصى بجميع جوارحه إلى الله عز وجل مستغفرا: «أستغفرك وأتوب إليك فلا تفضحنى». فنزل المطر. فتعجب «موسى» وقال: يا رب نزل المطر ولم يخرج الرجل العاصى؟ فقال الله عز وجل: يا موسى سترته وهو يعصانى أأفضحه بعد ما تاب واستغفر.
بالاستغفار يزداد رزقك كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب». اللهم اغفرلى ولوالدى ولابنتى ولكل من أحبهم وأدخلهم وأدخلنى معهم جنتك يا رب العالمين، أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته، من كل فرض تركته، من كل سر أفشيته، من كل خطأ تفوهت به.
أكثر من الاستغفار وتوسل إلى الله بنية خالصة صادقة وبخشوع لتقبل دعوتك. مفاتيح الاستغفار بين يديك.. فاختر منها ما شئت.. المهم النية الصادقة.. اللهم اغفر لى. [email protected]